مقالات

(160) نهر النيل في… الإسلام

غياب الحكم الرشيد يلعب الدور المحوري، في تنويم و تفتيت الشعوب، فهو يمثل العمود الفقري، لعقل الاستعمار، الذي يستخدمه في تنشيط الفتنة الطائفية، بين الشعب الواحد وتفعيلها عند اللزوم، من خلال ادواته المنتشرة في كل مكان، والتي تحفظ الدرس عن ظهر قلب، في الحفاظ على مصالح الاستعمار، فهما وجهان لعملة واحدة، ولا معني عندهم لأي خلافات ولا قيمة عندهم لأي صراعات، قد ينتج عنها سجن وسحل وقتلي ودماء، بين الأهل والأصدقاء والجيران، أوحتي بين الأحبة وبين الأخوة والأخوات.

 فهو المحرك لكل هذه الأحداث، وهو الموقظ لكل هذه العدوات، وهو الدافع إلى  كل هذه الخلافات والمشاحنات، بين فئات المجتمع المختلفة، فيسعي إلى  تغليب مصالح الموالاة، على حساب مصالح الشعوب المسئول عنها في كل الأوقات، فتضيع مصالح الناس، وينتشر الظلم بين كل الفئات، ويطالب كل واحد بحقه، من النظام الحاكم، الذي ينكر ويتنكر لحقوق كل الناس، ولا مانع من الكذب والغش والتزوير، والخداع والإحتيال، من أجل تحقيق المراد، في البقاء في السلطة.

ويسعي الوكلاء إلى  الهاء الناس بكل الطرق والوسائل، التي تشغل الناس بالناس، وتبعدها عن طريقه  الملئ بكل الأشواك، وفيه كل العثرات، وكل الفشل والفساد الذي يواجهه في كل الأوقات، حتي لو ادي ذلك إلى  زرع بذورالكراهية في نفوس الناس ضد بعضهم البعض.

لأن فرق تسد عبارة دشنها الاستعمار، وتركها للمستبد يدورها بخبث ومكر ودهاء، مع كل دوائر الاستعمار، حيث يشاء، وأني يشاء، في غياب الذي يثور، على منع كل هذه النعرات الطائفية، من أن تنخر في نسيج المجتمع، والذي ينكسر ويتأكل على مراحل، قد تطول أو تقصر، فتنتهي بتمزيق البلاد، وخلق كيانات ضعيفة يتم قضمها، فتسهل من مهمة الاستعمار.

ويبدأ الاحتراق في جنبات الأمة، بالإختراق، لأن النار تبدء ويزداد الإشتعال من مستصغر الشرر، أي عود ثقاب قادر على إشعال الأطراف من كل الجهات، ثم تتجه إلى  المركز، فتحرق الأخضر وإلى ابس، وتأتي على كل كل المراكز وكل الأطراف، وتعتبر الكراهية بين الناس، هي البداية التي تتسع وتتمدد كالبحار والمحيطات، والتي تشمل بعد ذلك الوجود والحاضر والمستقبل، وكل شئ فيه حياة.

ويدرس أعوان الاستعمار، كل الطرق والوسائل اللازمة، لتحييد الشعوب، وإستعبادها، وابعادها عن مراكز صناعة القرار، فيجدوا ضالتهم في الفتنة الطائفية، بعد أن تمكنوا من تسطيح افكار الناس، من خلال زرع علماء الفتنة في كل مكان، وفي وجود قصور فكري بين عامة الناس وخاصتهم، بعد أن تمكن الإستبداد  من زرع بذور الفتن والكراهية في نفوسهم، لأنه يعلم علم اليقين وحق اليقين، أن لا بقاء له في سدة السلطة، في وجود التوافق والتلاقي بين الناس.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »