مقالات

(153) نهر النيل في… الإسلام

المواجهة الآن على أشدها بين الغرب المسيحي بكل ملله ونحله والإسلام في الشرق، وقائمة ومستعرة وفي أوجها، ولكنها من جانب واحد بعد أن تم إخراج الإسلام بالكلية من المواجهة للدفاع عن مصالح شعوبه وحل الوكلاء محله، الذين ينفذون تعاليم الأحفاد من أجل السلطة والثروة.

فأصبحت المواجهة الآن بين الأحفاد في الغرب المسيحي والوكلاء في الشرق الإسلامي، مما أدى إلى خلل هائل ورهيب في ميزان القوى بين الشرق والغرب، فكيف يدافع وكلاء الشرق عن الشرق، وهم يعملون للحفاظ على مصالح الغرب، إنه تناقض عجيب وغريب ورهيب تقع فيه الأمة الإسلامية، بعد صراع طويل ومرير بين الغرب وأعوانه في الشرق.

المواجهة من جانب واحد

والذي وصل بهم الحد إلى محاولات حرمان مصر والسودان من نهر النيل، إذا لم يتم توصيله إلى إسرائيل، بالرغم من أن مصر ونيلها، حمى موسى وعيسى عليهما السلام وبني إسرائيل، لذلك لم يكن خفي على أحد من المراقبين استخدام العصى والجزرة، من أجل تطبيع العلاقات بين حوض النيل وإسرائيل، وكان السودان في آخر المطبعين.

لم تكن الوثيقة خفية على أحد، فقد أعلنوها على صفحات السفارة البريطانية، وطبقوها بحذافيرها على أرض الواقع، وهي التي أظهرت حقيقية الصراع الدامي، وحقيقة إصرار الغرب على تدمير حضارة الشرق عن بكرة أبيها إلى قيام الساعة، فكانت عين هنري كامبل اليمين على مصر وفي قلبها نهر النيل، وكانت عينه الأخرى على القدس وفي قلبها  إسرائيل، والتي أقامها في قلب العالم العربي والعالم الإسلامي.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »