مقالات

(151) نهر النيل في… الإسلام

كان البند الثاني في الوثيقة، مفجر للأوضاع في العالم الإسلامي، فقلبها رأسًا على عقب، فهو بند هجومي وعدواني ومدمر من طراز فريد من البشر، والمتمثل في هنري وجماعته، يتميز بالغدر والخيانة لكل ما هو إنساني، فما الذي جعل هنري كامبل، من أجل استمراره في السيطرة على العالم أن يضع إقامة إسرائيل على رأس أولوياته في هذه الوثيقة ويدخل العرب واليهود في مواجهة وصدام مسلح، وهو يعلم حجم الضرر البالغ، الذي سوف يصيب أصحاب الأرض في فلسطين.

لكن المهم عنده، خلق بؤر جديدة  للصراع في المنطقة العربية، بالرغم من معرفة هنري كامبل، أن اليهود قد عاشوا في كنف الإسلام منذ بداية الدعوة الإسلامية في العهد الأول، وفي حياة محمد صلى الله عليه وسلم، بالرغم من سلسلة المؤامرات والدسائس، التي حاكوها منذ انطلاق الدعوة الإسلامية من 1400 عام.

الهدف من البند الثاني

فكان الهدف من البند الثاني، إقامة جسم غريب يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي طبقًا لبنود الوثيقة، فكانت إسرائيل والتي احتاجت إلى نفس طويل وسلسلة طويلة من الإجراءات العملية والتعسفية، والحروب الطاحنة والمدمرة والتي حولت العالم إلى كومة من التراب، فهذا كله ليس مهم، إنَّما المهم إقامة إسرائيل على أرض فلسطين.

فكانت البداية، عندما تبنى أبناء هنري كامبل وأحفاده مع وكلاءه بعد وفاته، تطبيق البند الثاني من الوثيقة على أرض الواقع، فحدثت سلسلة طويلة من الحروب، بدأت بالحرب العالمية الأولى 1914، ثم اتفاقية سايكس بيكو، ثم وعد بلغور بإقامة إسرائيل على أرض فلسطين، ثم احتلال العراق 1920، ثم الحرب العالمية الثانية 1940، ثم إقامة إسرائيل في 14 مايو 1948، ثم خروج إنجلترا من مصر في عام 1952، وتسليمها على المفتاح لأمريكا ووكلائها والتي حلت محل إنجلترا دون صدام، لأنها حضارة واحدة كل منهما له دور ينفذه ويقوم به.

لم يهدأ للإنجليز بال إلَّا بعد احتلال مصر والسودان وتحقيق أحلامها، في تسليم منابع النيل لإثيوبيا في 1902، ثم إقامة كيان إسرائيل في 1948، ثم تم إدخال العالم العربي والإسلامي، في دوامة من الحروب التي لم تنتهِ بعد، ولم يخرج منها حتى كتابة هذه المقالات في القرن الحادي والعشرين 2021.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »