مقالات

(120) نهر النيل في… الإسلام

لا مكان للضعفاء في نادي الأقوياء وإلَّا ما تحصنت الدول دائمة العضوية، في مجلس الأمن مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا والصين وروسيا على مقدرات العالم بالهيمنة السياسية والسيطرة الاقتصادية، خلف العلم وأدواته والبحث فيه، والذي مكنها من امتلاك ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية والهجومية والبيولوجية، علاوة على المعارك الدائرة في الأرض وعلى الفضاء.

فلن يحمي نهر النيل ويحافظ على جريانه في مصر، الكلام المنمق ولا التنويم المغناطيسي، إنَّما الذي يحافظ عليه ويحميه، وجود الحكم الرشيد بعد أن نجح المخطط الجهنمي الذي قاده الغرب الاستعماري في السيطرة على نهر النيل، وأبعاد مصر عن السودان وفصلهما، ثم تحجيم دور كل من مصر والسودان في الحصول على مياه النيل، ثم الانفراد بكل من مصر والسودان كلًا على حده من أجل إضعاف موقفهما منذ أن كانا تحت الاحتلال الانجليزي وحتى الآن.

الدور المشبوه للإنجليز وإثيوبيا

كان الدور المشبوه الذي لعبه الإنجليز بالتحالف مع إثيوبيا على مدى مائة عام من 1902، هو الدور الحاضر الغائب حتى الآن في 2021، وكل الحديث عن نهر النيل في هذه الأيام، تحصيل حاصل، بعد أن تمكنت إثيوبيا من احتلال منابع النيل الأزرق بمساعدة الإنجليز والأنظمة في مصر والسودان، ثم يتحدثون عن نهر النيل.

لم يكتفِ الغرب الاستعماري بتشتيت جهود مصر والسودان، حتى يتم لهم السيطرة على منابع النيل والتهامها بواسطة الحبشة، فتمكنت إنجلترا وحلفائها الغربيين من إقامة إسرائيل على دولة فلسطين، من أجل إشغال مصر في الشمال بعد أن تم فصلها عن عمقها الإفريقي في الجنوب.

وفي نفس الوقت، تمكنوا من هزيمة مصر في 1967، فتم احتلال سيناء والقدس وما حولها من فلسطين، بفعل فاعل واتفاق مسبق، ثم أدخلوا مصر في حرب 1973 والتي حدثت بعدها الثغرة في الدفرسوار بعد تطوير الهجوم شرق القناة.

لم يتم التحقيق في هزيمة 1967، ومن كان وراء الهزيمة المنكرة ولم يتم التحقيق في من كان وراء الثغرة وتحجيم نصر أكتوبر 1973، والتي كان لها دور كبير في تقزيم نصر 1973، ثم عقدت معاهدة سلام وصلح، من أجل الاعتراف بإسرائيل، بعدها تم تجميد نشاط مصر في الجنوب والشمال، ووقعت مصر في فخ بين فكي كماشة، إثيوبيا في الجنوب المحتلة لمنابع نهر النيل وإسرائيل في الشمال المحتلة لفلسطين، التي تتفق مع إثيوبيا في المعطيات والنتائج.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »