مقالات

(105) نهر النيل في… الإسلام 

النيل هو نهر من الجنة وهو البعد السابع لنهر النيل، وهذا معناه أن نهر النيل يصل الدنيا بالآخرة، فيضبط إمكانيات الدنيا المؤقت، بإمكانيات الآخرة الدائمة، مما يؤكد أن نهر النيل ليس نهر في الدنيا وحسب، وإنما له امتداد في الآخرة، فهو نموذج مؤقت للعيش في أسباب الله، والتي تختلف عن إنسان الآخرة الدائمة، الذي سوف يعيش مع الله وفي نور الله.

وهذا معناه عود على بدء، فكما أن بدء نهر النيل من الجنة، فإنه ينتهي إلى الجنة، ولكن بعد انقضاء مهامه العديد المكلف بها في الدنيا من أجل الإنسان، والتي يؤديها عن طيب خاطر ورضا، والتي من أجلها وجد في الدنيا، وقام بها وعلى رأسها حماية حياة البشر بشكل عام، بتوفير مصدر للمياه العذبة، التي يعتمد عليها الإنسان وسائر المخلوقات اللازمة للحفاظ على حياة الإنسان ووجوده في الحياة.

أهمية الماء العذب

فحياة الإنسان قائمة على وجود الماء العذب، الذي يعتمد عليه في هوائه وغذائه وشرابه، فلولا الماء ما وجد الأكسجين اللازم لوجود الحياة، ولولا الماء ما وجد الطعام الذي يتناوله من الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات، التي تعتمد في غذائها على وجود الماء العذب.

كما أن الماء العذب ضروري لتقوية كفاءة الجهاز المناعي للإنسان والحفاظ على نظافته ونظافة الجو وعلى الصحة العامة، اللازمة لاستمرار الحياة ولازم لتقدم الأمم والشعوب، وفي غياب الماء يسود الجفاف والقحط، ويموت الإنسان والحيوان والطيور والحشرات والنباتات، وينهار كل شيء فيه حياة.

قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء: 30.

وإذا كان الماء العذب ضروري للنظافة الشخصية فإنه ضروري أيضًا للنظافة المعنوية، المتمثلة في الحفاظ على الوضوء والصلاة.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ علىكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ علىكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة: 6.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »