مقالات

(95) نهر النيل في… الإسلام 

تمرس المصريون على  الزراعة، التي اعتمدت على مياه النيل، وكان منها طعامهم، كما احترفوا صيد الأسماك، فابتكروا القوارب للصيد والمواصلات على ضفاف النيل، وسجّلوا العديد من مشاهد صيد الأسماك على جدران المقابر، التي كانت توضع بداخلها أسماك النيل لتقديمها قرابين من المتوفى في العالم الآخر.

كان نهر النيل في نظر قدماء المصريون، هو الحياة، فقدسوه وحرصوا على طهارته، وكل من يلوث الماء في نهر النيل، يتعرض لعقوبة انتهاكه، لذلك حافظو عليه، واستخدموا مائه، في النظافة الشخصية والطهارة البدنية، التي تشمل الطاهرة في الدنيا بما فيها، المأكل والمشرب والملبس والسكن، وتوفير إحتياجات الإنسان في الحياة، والطهارة الروحية ا للازمة لأداء الطقوس الدينية، وكلها تشير إلى أهمية طهارة الروح والجسد والنفس الإنسانية.، من كل شر، عند الفرعنة،  فتخلصها من كل شوائب الدنيا العالقة بها.

الفكر الديني في مصر القديمة

فهم الفكر الديني الخالص في مصر القديمة، أن هناك روح تكمن وراء الطبيعة، وفي وجود نهر النيل العظيم، تدفع مياه إلى  الفيضان حاملة معها الخصب والخير الوفير لعموم المصريين، وهو فهم عميق وصل له الفراعنة، وله علاقة بخلق الكون المادي والنوراني المنطلق من الروح.

ومن هذا المنطلق كانت ترانيم نهر النيل، تدوي في أرجاء مصرالقديمة، فكان لا يستطيع أحد، في العالم مهما كانت قوته، ومهما علا نجمه، أن يمد يده على نهر النيل، بسوء، وكانت القوة القاهرة للفراعنة التي تجوب أرض مصر من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، قادرة ليس فقط على قطع يد من يفكر في الوقوف في وجه وصول الماء إلى مصر، ولكن ايضا في قطع رقبته وإنهاء حياته.

وكان المصري القديم، يمدح نهر  النيل ويثني عليه الخير كله، ويدعوه إلى الفيضان، فهو سبب الخضرة على ضفتيه، ويروي الصحراء العطشي، كي تعطي الحياة للناس والحيوانات، من إنتاجه في الحقل الكثير من العشب والحبوب، فيملأ المخازن ويزيد حجم شون الغلال، فيصلح حال الفقراء، وينصف الأغنياء، وعندما يرتفع الفيضان ، تمتلأ الأرض فرحة عظيمة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »