مقالات

(73) نهر النيل في… الإسلام

الأعجب من ذلك كله، أن كل الأدلة والبراهين تؤكد أن نهر النيل، قد استخدم كل أبعاده السبعة في حماية موسى عليه السلام ستة في الدنيا “العلم والدين والجغرافيا والتاريخ والحضارة والبشر”، وواحدة في الآخرة باعتباره نهر من الجنة، فتؤكد أن المعركة ممتدة من ثلاثة آلاف سنة بين نهر النيل وبني إسرائيل وحتى القرن الحادي والعشرين، الذين لم يقدروا حق تقدير ما قام به نهر النيل تجاه موسى عليه السلام وبني إسرائيل، فإذا بهم يتآمرون عليه مع الإثيوبين المحتلين لمنابع النيل، بعد أن أقام لهم الاستعمار الغربي دويلة  على أرض فلسطين.

كل هذه الأبعاد الاستراتيجية المتمثلة في نهر النيل، تبدو من طرف خفي على أنه كما كانت بداية بني إسرائيل في مصر ستكون نهايتهم فيها، هكذا يقول التاريخ، وهكذا تنطق به الجغرافيا، وتدلل عليه كل المشاهد التاريخية الحية التي حدثت من ثلاثة آلاف سنة، لذلك يتآمرون عليها ويعينون عليها من يديرها من أجل تحقيق مصالحهم الآنية والعاجلة.

الأدلة والبراهين على نهاية بني إسرائيل

ويبدو كما هو واضح من استقراء الماضي والحاضر والمستقبل أن نهاية بني إسرائيل ستكون في البحر الأحمر، كما كانت نهاية الفرعون من قبل من أجل حماية بني إسرائيل من بطش الفرعون وجنوده، بعد أن عذب أبناءهم واستحى نساءهم.

قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ ابناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) البقرة: 49.

وهذا معناه أن الله سبحانه وتعالى، قد تجلى على أرض مصر في الطور قولًا وفعلًا وتجلى عليها في نهر النيل والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، مبنى ومعنى، والذي سوف يغرق فيه بني إسرائيل في نهاية دولتهم المزعومة على أرض فلسطين.

ولم يكن إغراق الفرعون وجنوده في البحر الأحمر، بسبب ظلم فرعون لبني إسرائيل وحسب، بل بسبب ادعاء الفرعون الألوهية أيضًا في مقولة لم يقلها أحد من قبله.

قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعلى أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) القصص: 38.

ولم يدعي أحد الألوهية بعد الفرعون إلا بني إسرائيل، في قضية عيسى وألوهيته، والذين مضوا على خط الفرعون حتى 2021، فحرفوا دعوة عيسى عليه السلام، الذي دعاهم إلى الإيمان بوحدانية الله.

قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابن مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عليه الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) المائدة: 72.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »