مقالات

(62) نهر النيل في… الإسلام

كانت نقطة الانطلاق والبداية الحقيقة في حياة يوسف عليه السلام بعد دخوله السجن، قدرته على تفسير الأحلام وقدرته الفذة على تأويل الأحاديث وهوعلم علمه له الله سبحانه وتعالى، وفي مركزه وذروة سنامه الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى.

قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ يَجۡتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ علىۡكَ وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعۡقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَىٰٓ أَبَوَيۡكَ مِن قَبۡلُ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبَّكَ عليمٌ حَكِيمٞ) يوسف: 6.

وفي السجن خاض يوسف عليه السلام، الكثير من النقاشات التي تمحور حول الدعوة إلى الإسلام والإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، فنال ثقة كل من كان معه في السجن، خاصة القائمين على خدمة الملك الساقي والخباز، وذاع صيته في تفسير الأحلام وتأويلها.

قال تعالى: (قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ۚ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ علىنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) يوسف: 37- 38.

دعوة يوسف عليه السلام السجناء إلى الإيمان

كانت دعوة يوسف عليه السلام السجناء، إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى والإخلاص في طاعته وعبادته، من خلال معايشته لهم في السجن استجابة لدعوة إدريس ونوح عليهما السلام، ومن ثمَّ امتداد لدعوة مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح عليه السلام، الذي عاش في مصر ومنه انتقلت دعوة التوحيد إلى أبنائه، ومنها إلى أحفاده من الفراعنة.

وكانت تأكيد المسار الذي سلكه إبراهيم عليه السلام عند زيارته إلى مصر ودعوة يعقوب عليه السلام من قبل، والمسار الذي يجب على بني إسرائيل أن يسلكوه من بعده في حياتهم، والذي أكد سلوك يوسف عليه السلام في السجن من ضرورة المضي قدمًا على خطى جده إسحاق وأبيه يعقوب عليهما السلام.

قضية التوحيد

وفي نفس الوقت إعلان عام للبشرية جمعاء على تأكيد إيمان بني إسرائيل وتوحيدهم لله سبحانه وتعالى، وتأكيد خاص من أنبياء بني إسرائيل، وعلى رأسهم جدهم يوسف عليه السلام على تبني قضية التوحيد التي تبناها من قبل إسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام والتي نقلوها عن إبراهيم عليه السلام.

مضى على إثر هذه الدعوة اللازمة والواجبة، والتي تمثل فرض عين في توحيد الله سبحانه وتعالى، أنبياء وأعلام بني إسرائيل وأبنائهم وأتباعهم من موسى وهارون ودوواد وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام، ولم يشذ عن هذه القاعدة من بني إسرائيل، إلى بني إسرائيل من أتباع عيسى عليه السلام، الذين ادعوا أن عيسى هو الله، خروج على القاعدة التي أرساها بني إسرائيل وأنبياءهم على مدار الزمان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »