مقالات

(20) نهر النيل في… الإسلام

إذا كان البناء العلمي للكون وما فيه من مخلوقات قد بني على الإسلام، فإن هذه الحقيقة العلمية، معناها أن كل لبنة من لبنات الكون قد خلقت وجمعت، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وبالتالي فإن محمد صلى الله عليه وسلم، جيء به من أجل استكمال دائرة الإسلام في الكون الذي بني عليه بشكل علمي، وهذا يؤكد بشكل علمي أيضًا، على أن الكرة الأرضية ملك للإسلام، وأن نهر النيل جزء لا يتجزأ من الكرة الأرضية.

فكل الأدلة النقلية في القرآن الكريم، تؤكد هذه الحقيقة العلمية أن كل شيء في الكون، خلق امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

قال تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) النحل: 49- 50.

البناء العلمي الدقيق

وأكد هذا المعنى العلمي الدقيق ما ورد في السنة النبوية ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟! فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ” رواه الشيخان واللفظ للبخاري.

وهذا معناه أن الإسلام دين الكون وما فيه من مخلوقات قبل خلق آدم عليه السلام وأنه دين البشرية، بعد خلق آدم عليه السلام، لذلك لم يأتِ الإسلام، الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، كي يهدم ميراث النبوة من آدم إلى عيسى عليهما السلام، وفي طياته الكون وما فيه من مخلوقات، إنما جاء من أجل تجميل البناء وتحسينه.

فالهدف من البناء العلمي للكون على الإسلام ومجيء محمد صلى الله عليه السلام بالإسلام العملي للإنسان، حدوث انسجام وتوافق واتفاق بين الإسلام العلمي، الذي بني عليه الكون والذي يتميز بالاستقامة والانضباط مع الإسلام العملي في الأرض، الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فتكتمل دائرة الإسلام بين الكون والإنسان والتي قوامها الاستقامة والانضباط في حياة الكون وحياة الإنسان.

وتأكيد لهذا المبدأ الإسلامي في الكون وما فيه من مخلوقات، كانت رحلة الإسراء والمعراج والتي بمقتضاها تمَّ نقل ملكية الخلافة المدنية والخلافة الدينية للكرة الأرضية من آدم وأبنائه وأحفاده ومعها ملكية السماوات السبعة إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب: 72.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »