مقالات

(82) إن الدين عند الله… الإسلام  

كما تحدَّث القرآن الكريم وأفاض حديث علمي معجز، عن أحداث الدنيا وما فيها من مخلوقات تتميز بالغموض والإبهام، تحدث عن سر الأسرار والمتمثلة في أحداث الحياة الآخرة، والتي تمثل لغزًا كبيرًا لا يفهم عنه شيء أحد من البشر، إلا في حدود وقدر، ما قال الله وما قال رسوله، لأنه لا قبل لأحد من البشر في الحديث عن أحداث الآخرة إلا الله ورسوله، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وفي أحداث النفخة الثانية، نفخة الصعق يموت جميع أهل السماوات وأهل الأرض، من  الملائكة والجن والإنس وجبريل وميكائيل وحملة العرش وإسرافيل وعزرائيل، ثم تظل السماوات والأرض على حالها إلى أن يتم طيها وعودتها إلى نقطة الصفر، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ) الزمر: 68.

انتهاء الأنساب بين الناس

ومع النفخ في الصور، تنتهي الأنساب بين الناس وتنقطع مع الأقربين من الأخ والأب والأم والزوجة والأولاد، فكل إنسان مسؤول عن نفسه، ويقدم كشف حساب بنفسه عن نفسه في حياته.

قال تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) المؤمنون: 101.

وبسماع نفخة الصعق وموت كل من في السماوات والأرض، إلا من شاء الله أن يبقيه، قال صلى الله عليه وسلم: “إن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله” رواه البخاري ومسلم.

وصيحة الصعق، تأتي فجأة ودون مقدمات وفي غفلة من الناس، فتأخذهم على حين غرة، وهم في زهوة انشغالهم بأمور الدنيا وما فيها من متاع وزخارف.

قال تعالى: (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) يس: 49- 50.

وقد حذر الرسول من الغفلة عن أحداث الآخرة وما فيها من أهوال جسام، فقال صلى الله عليه وسلم: “كيف أنعم، وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله، قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، توكلنا على الله ربنا” رواه الترمذي.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فمع نفخة الصعق يموت من في السماوات والأرض إلا ما شاء الله، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »