مقالات

(56) إن الدين عند الله… الإسلام

الله يملك ما في السماوات ويملك ما في الأرض، ويملك الإنسان والحيوان والطير والحشرات ويملك النباتات ويملك الجمادات ويملك الكائنات الدقيقة من الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات وغيرها ولا يملك معه أحد من خلقه شيء، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وكل ما يملكه البشر في الدنيا من الملك والسلطة والمال والجاه والسلطان، منحة مؤقتة منحها الله لهم من ملك الله الخاص في الكون، ولكن يظل الله هو مالك كل شيء في الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

قال تعالى: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (آل عمران: 26).

وإذا كان الله يملك كل شيء وهو واهب كل شيء في الحياة، فعلى الإنسان أن يعي ويفهم، أنه لا يملك شيء في الدنيا، وأن كل ما يملكه هبة من الله وهبها إياه، ويمكن أن يسحبها منه، في أي لحظة من لحظات الحياة بإرادته أو رغم عن أنفه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

فالإنسان أتى إلى الكون لا يملك شيء في إطار من الربوبية في مادة جسده، وفي إطار من الألوهية في معنوية روحه، وكلاهما الروح والجسد ارتبطا معًا برباط وثيق، بأمر الله في الحياة الدنيا.

وكلاهما سوف يفترق عن الآخر بأمر الله، عند مغادرة الحياة إلى الآخرة ويخرج الإنسان من الدنيا كما جاء، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

حياة السماوات الإنسان والكون بشكل مؤقت

وهذا معناه أن الكون والإنسان وسائر المخلوقات، موجودة بشكل مؤقت في الحياة وتعيش على هامش الحياة إلى أجلٍ مسمى، فعمر الإنسان لا يتعدى مائة سنة في حده الأقصى، بينما عمر الكون يتعدى 15 مليار عام في حده الأدنى.

وما بين عمر الإنسان في الحياة وعمر الكون، يعيش الإنسان فيه بأسباب الله، أمَّا في الآخرة فيعيش الإنسان مع الله وفي نوره، وهنا تتبدى عظمة الخالق الله سبحانه وتعالى، فالبرغم من عمر الإنسان القصير في الدنيا بالأسباب، إلا أنه سوف يعيش عمره اللامحدود في الآخرة مع الله، إلى ما لا نهاية، بلا زمان محدود ولا مكان محدود، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الله مالك كل شيء في الدنيا والآخرة، وسيخرج الإنسان من الدنيا خالٍ الوفاض وعريان كما جاء إليها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »