مقالات

(65) الإسلام… في ميلاد الرسول

كما تحدثنا عن أهمية وجود الخلافة والأسماء في الكون، فالخلافة فيها معنى الأسماء، والأسماء فيها معنى الخلافة، وكل شيء في الكون مبني على الخلافة لأنه يخلف الآخر، وكل شيء في الكون مبني على الأسماء، لأن كل شيء  له اسم، وكل من الخلافة والأسماء موجودان في الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

فإن وجود الكلمات في الكون، لها نفس أهمية وجود الخلافة وأهمية وجود الأسماء، ويُمثل الحرف البناء اللغوي للكلمة، فلولا الحرف ما وجدت الكلمة ولولا الكلمة ما وجدت الكتابة، ولولا الكلمة ما وجدت الجملة ولا العبارة، وما وجد السطر ولا السطور أو الصفحة ولا الصفحات، أو الفصل ولا الفصول أو الباب ولا الأبواب، وما وجد الكتاب بعنوانه ومقدمته وخاتمته، وكل هذا يدور دورته، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

فإذا كان الحرف يمثل البناء اللغوي للكلمة، فإن الكلمة تمثل وحدة اللغة وتتكون الكلمة من بعض الحروف الهجائية، وتدل على معنى جزئى أو معنى كلي، ويمكن الجمع بين الكلمات لتكوين جمل وعبارات، في إطار الكتابة والكتاب وكلها تدور حول نفسها وغيرها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

أهمية اللغة في حياة الإنسان

واللغة هي مجموعة من الإشارات والرموز وعمادها الحرف والكلمة، وتُشكل أداة من أدوات العلم والمعرفة، وتُعتبر اللغة أهم وسائل التفاهم بين أفراد المجتمع الواحد، وبين مختلف المجتمعات والأمم والشعوب في جميع ميادين الحياة.

ودون اللغة ووجود الكلمات، يتعذر على الناس القيام بأي نشاط له معنى في الحياة، حيث ترتبط اللغة بالعقل والقلب، مناط التفكير ارتباطًا وثيقًا، فأفكار الإنسان وفهمه يُصاغ في قالب لغوي في الظاهر والباطن، ويتكلم بها اللسان حسب اللغة التي يعرفها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

واللغات  المعتمدة في الأمم المتحدة هي ست لغات، وتشمل: العربية لغة القرآن الكريم، باثنى عشرة مليون وثلثمائة ألف كلمة مفردة (12300000)، والإنجليزية بستمائة ألف كلمة مفردة (600000)، والصينية بثلثمائة وسبعين ألف مقطع (370000)، والفرنسية بمائة وخمسين ألف كلمة مفردة (150000)، والروسية بمائة وثلاثين ألف كلمة مفردة (130000)، والإسبانية بتسعة وثلاثين ألف كلمة مفردة (39000).

وهذا معناه تفرد اللغة العربية، عن غيرها من لغات الأرض، باعتبارها أقدم لغة في الكون، وجدت قبل خلق الكون، تكلم بها الله سبحانه وتعالى، وتكلم بها كبار الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، وملائكة حملة العرش وهي لغة الملأ الأعلى.

بينما يبلغ عدد اللغات في العالم في المتوسط 6000 لغة، غير اللهجات المختلفة، فاللغة الطبيعية تكون منطوقة أو لغة الإشارة، في وجود السمع والبصر واللمس في الكتابة التصويرية، أو الصفير أو طريقة بريل للمكفوفين، ويكتسب الأطفال اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويتحدث الأطفال عند ثلاث سنوات، وتمثل اللغة نقطة الالتقاء بين المجتمعات في مناحي الحياة المختلفة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالحرف والكلمة واللغة أدوات العلم والمعرفة، وتخرج على اللسان من القلب والعقل، وتدور دورتها في الحياة امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »