مقالات

(15) أمريكا… في وجه العاصفة

أمَّا المساحة الثالثة وهي الحضارة الإسلامية فهي تضم البقعة الخضراء أو الحضارة الخضراء واللون الأخضر حسب الثقافة الغربية يرمز إلى الشر، وهذه المساحة من الأرض تحتوي على منظومة قيمية ودينية منافسة للمنظومة الغربية، ونافستها وصارعتها في مناطق كثيرة وأخرجتها من مناطق كثيرة حول العالم.

وأنه من واجب الحضارة الغربية، أخذ احتياطاتها وإجراءاتها اللازمة والضرورية، لمنع أي تقدم محتمل لهذه المنظومة الحضارية أو إحدى دولها، لأنها مهددة بجدية للنظام القيمي الغربي، وتضم الدول العربية والإسلامية كافة، ولا بد من التعامل مع هذه المساحة الخضراء وفقا للاجراءات التالية.

أولًا: حرمان دولها من المعرفة والتقنية وضبطها في حدود معينة (وهذا معناه أن البحث العلمي صوري وخط أحمر وإن كان في حده الأدنى).

ثانيًّا: إيجاد وتعزيز المشاكل الحدودية المتعلقة بهذه الدول (كل الدول العربية والإسلامية تعاني من المشاكل الحدودية مع بعضها البعض ودخلت في عشرات الحروب مع بعضها البعض).

ثالثًا: تكوين ودعم الأقليات بحيث لا يستقيم النسج الاجتماعي، لهذه الدول ويظل مرهونًا بالمحيط الخارجي (وهذا يشمل كافة الدول العربية والإسلامية بلا استثناء، مع إثارة المشاحنات والحروب بين كافة الطوائف والإثنيات العرقية فيها).

رابعًا: عوضًا عن إقامة جسم غريب يفصل بين المشرق والمغرب العربي، حتى إذا هدأت الحروب والخلافات بين دوله، يتمكن هذا الجسم الغريب من إيقادها لكي تصبح أشد ضراوة وعنف (وقد كلل عملهم بالنجاح فتمكنوا من زرع اليهود على أرض فلسطين).

جهزت بكرة الخيط على عجل من قبل الغرب، وكان في لبها وثيقة هنري كامبل، ثم تم كر الخيط واحد تلو الآخر، فلم يكاد يجف المداد الذي كتبت به هذه الوثيقة، حتى توالت الأحداث تباعًا، فكانت اتفاقية سايكس بيكو تبعها وعد بلفور، ثم الحرب العالمية الأولى واحتلال العراق، ثم الحرب العالمية الثانية والتي انتهت بإقامة دولة لليهود في فلسطين، خارج إطار الزمكان والتاريخ.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »