مقالات

(52) مصر… في الحج

كان الظهور الأول والمعلن لجبريل عليه السلام، على مسرح الأحداث في مكة مع هاجر وإسماعيل عليهما السلام، يؤكد أن هاجر ووليدها محفوظان بأمر من الله، لأنهما سيُسيران قواعد الحج والعمرة، للأجيال إلى قيام الساعة لكن كان جبريل عليه السلام، يمثل العامل الثالث، الذي مهد وسهل توالي مناسك الحج، عندما ضرب الارض بأحد جناحيه فكان بئر زمزم.

يتكون بئر زمزم من ثلاثة عيون ويقع شرق الكعبة المشرفة بصحن المطاف ويبلغ عمقه  35 مترًا وتأتي مياهه متفجرة، من ثلاثة تصدعات صخرية قاعية، تمتد من تحت الكعبة المشرفة من جهة الصفا ومن جهة المروة وبالتحديد من جهة الحجر الأسود، ومن جهة جبل أبي قيس، ومن جهة المكبرية كما يقول علماء الجيولوجيا.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه من أين أتى زمزم متدفقًا؟ هل أتى من الأرض أم من الملأ؟ بالتأكيد يتدفق من الملأ الأعلى، خاصة أن ماء زمزم يختلف في اللون والطعم والرائحة عن ماء الأرض؟ ولكن لماذا أتى ماء زمزم من الملأ الأعلى وليس من الأرض؟ هل عندما يضرب جبريل عليه السلام بأحد جناحيه يضرب في الأرض أم في الملأ  الأعلى والسماوات العلا؟

بالطبع لو عرفنا أن جبريل يملك 600 جناح وكل جناحين منه يسدان الأفق، أي الجناحين يساويان كون بسماواته وأرضه، فيكون أجنحة جبريل عليه السلام، تساوي 300 كون فما بالك برأسه وعنقه وجسده، ما يعني أن حجم جبريل في الحد الأدنى يساوي حجم ألف كون.

والأرض حجمها صغير، لا يتعدى نصف مليار كم مربع، وحجم جبريل عليه السلام يساوي ألف كون، فإذا ضرب جبريل عليه السلام، بأحد جناحيه فإنه يضرب في الماء الموجود في السماء السابعة، أو الماء الذي تحت عرش الرحمن.

ماء زمزم يتدفق في أنهار من الملأ الأعلى

وهذا معناه أن ماء زمزم يتدفق في أنهار، من الملأ الأعلى أو من جنة الفردوس الأعلى، وهذا له علاقة بهاجر عليها السلام ونهر النيل، الذي هو أيضًا نهر من أنهار الجنة، ولكن يبدو أن زمزم ينبع من مكان آخر غير المكان الذي ينبع منه نهر النيل لوجود اختلاف في تركيبة الماء في النهرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة” رواه مسلم.

هذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فكان ظهور جبريل عليه السلام مع هاجر وإسماعيل في قلب الأحداث، دليل على مكانة هاجر ورضيعها عند الله، ومكانة مصر التي أنجبتها.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »