مقالات

(4) الإسلام… والقبلتين

كانت الصلاة قبل الإسلام عبارة عن ركوع وسجود، فعفَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ: “مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصلى فِي قَبْرِهِ” صحيح مسلم.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنا معاشر الأنبياء أُمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا ووضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة”، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لقد قرأت ما بين اللوحين، ما عرفت صلاة الضحى إلا الآن (يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ) وكنت أقول: أين صلاة الإشراق؟ ثم قال بعدُ: هنّ صلاة الإشراق” رواه الطبراني.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: “لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصلى، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ عليه السَّلَام قَائِمٌ يُصلى أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عليه السَّلَام قَائِمٌ يُصلى أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي نَفْسَهُ – فَحَانَتْ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ الصَّلَاةِ قَالَ قَائِلٌ : يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عليه، فَالْتَفَتُّ إلىهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَام” صحيح مسلم.

الصلاة قبل الإسلام

وعن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا فَقَالَ: “هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ مِنْ قَبْلِي” رواه ابن ماجة، فالذي يظهر من النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، أن صلاة الأنبياء والمرسلين كانت تشبه إلى حد كبير صلاة المسلمين، وكان فيها ركوع وسجود ويبدو أنها  كانت ركعتين في الصباح وركعتين في المساء.

وما ذكر في السنة النبوية على فرضية الصلاة على الأنبياء والمرسلين، وقبلتهم بيت المقدس أكدتها الكثير من آيات القرآن الكريم، لما للصلاة من أهمية قصوى في حياة الإنسان بشكل عام وحياة الإنسان المسلم بشكل خاص، ومن هنا كان أهمية الحديث عن المسجدين والقبلتين في الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »