(28) ميلاد عيسى… الحقيقة والواقع
من الواضح أنَّ الوثنية انتصرت على التوحيد إلى حين بالرغم من السلسلة الطويلة من رسالات الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى لهداية البشرية وفي مركزها الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى ووحدة الرسالة.
بعد التقاء الوثنية البابلية بزعامة النمرود مع الوثنية الرومانية بزعامة قسطنطين الأول، فحدث انحراف هائل وخطير في النصرانية بعد أن وجد الوثنيين ضالتهم المنشود في الحالة الاستثنائية لميلاد عيسى عليه السلام فأخذوا ينفخوا في ميلاده حتى أوصلوه إلى الاعتقاد فيه بأنه إله أو ابن إله.
ثم أكدوا هذه الوثنية بالاحتفالية الكبرى في رأس السنة الميلادية والتي أكد فيها كل الباحثين النصارى أنها احتفالية وثنية ليس لها علاقة بميلاد المسيح.
فتم تهيئة المسرح والإعداد له من قبل الوثنيين الرومان والبابليين ومعهم الفراعنة، فكان هذا الكوكتيل الشرير والخطير الذي أخرج العالم من تحت عباءة التوحيد إلى الوثنية في التثليث، حتى ولو تحت غطاء وشرعية النصرانية.
وكان الاحتفال بعيد رأس السنة أحد الأدلة المادية التي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الوثنية قد طغت على النصرانية وحلَّت محلها فتحوَّلت النصرانية إلى وثنية عن طريق اختلاق قصة أن عيسى هو الله أو ابن الله بواسطة قسطنطين الأول من خلال داعمين له من داخل الكنيسة المصرية في الإسكندرية وفي نفوس الوقت طغت الاحتفالات الوثنية في عيد رأس السنة على ميلاد عيسى عليه السلام والتي ألصقوها في ميلاده والذي لم يكن في ديسمبر بل كان في أكتوبر.
فنجحت الوثنية إلى حين بشكلٍ مزدوج من إضلال النصارى باعتبار أن عيسى إله وفي نفس الوقت أضفت طقوس وثنية على الاحتفال برأس السنة الميلادية بعد أن اعتبروها مسيحية وهي في الحقيقة وثنية باعتراف دوائر المعارف الغربية، ما يعني أن الوثنية هي التي جعلت من عيسى عليه السلام إله أو ابن إله وهي التي احتفلت بتأليهه في يوم 25 ديسمبر الوثني الذي ليس له علاقة بعيد ميلاد المسيح ما يعني أن تأليه عيسى كان وثنيًّا والاحتفال بميلاده كان وثنيًّا.
وإذا عدنا إلى جذور المقالة التي كتبها الباحث النصراني، هيربيرت أرمسترونج الحقيقة المجردة عن ميلاد المسيح –-The plain truth about Christmas : Herbert W. Armstrong، سنجد العديد من الحقائق التي نشرتها دار المعارف الغربية عن حقيقة الاحتفال برأس السنة الميلادية في التراث المسيحي.
الوثنية وراء الاحتفال بميلاد عيسى أول السنة الميلاد
فدائرة المعارف الكاثوليكية قالت عن الاحتفال بعيد الميلاد في طبعة عام 1911 “لم يكن عيد الميلاد واحدًا من الأعياد الأولى للكنيسة الكاثوليكية، وأول دليل على هذا الاحتفال إنما جاء من مصر فقد تحوَّلت العادات الوثنية الخاصة ببداية شهر يناير في التقويم الروماني القديم إلى عيد الميلاد ويعترف أول الآباء الكاثوليك بالحقيقة التالية، لم يسجل الكتاب المقدس أن أحدًا كان يحتفل أو أقام مأدبة كبيرة بمناسبة يوم ميلاد المسيح إن الآثمين والخطائين مثل فرعون وهيرود هم وحدهم الذين يجعلون من يوم مجيئهم إلى هذا العالم مناسبة للابتهاج العظيم.
وعقَّبت دائرة المعارف البريطانية على عيد رأس السنة الميلادية والمعروف بالكريسماس فتقول في طبعة عام 1946 “لم يوجد أي عيد الميلاد للمسيح ولا الحواريون ولا نص من الكتاب المقدس بل أخذ فيما بعد عن الوثنية”.
وترى دائرة المعارف الأمريكية في طبعة عام 1944 “وفي القرن الرابع الميلادي بدأ الاحتفال لتخليد ذكرى هذا الحدث أي ميلاد المسيح وفي القرن الخامس أمرت الكنيسة الغربية بأن يحتفل به إلى الأبد في يوم الاحتفال الروماني القديم، نظرًا لعدم معرفة ميلاد المسيح معرفة مؤكدة” مع العلم أن الرومان كانوا وثنيين.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر