مقالات

(10) التعليم كنز.. صناعة العلماء

ولكي يتم صناعة العلماء وتنمية البؤر العلمية يجب توزيع البؤر العلمية بشكل متوازن من خلال ضوابط ومعايير موضوعية تمكن المبدعين من أخذ مكانهم الطبيعي داخل هذه البؤر العلمية بعيدًا عن المحاباة والتي كانت السبب في تدمير كل شيء له علاقة بالعلم والبحث فيه بل وكل شيء فيه حياة وكل خطة تعمل لصالح تنمية البلاد.

وعلى أثر ذلك يتم تجنيد أصحاب الأفكار الجادة والكفاءات والتي يمكن تطبيقها على أرض الواقع وربطها بعجلة الاقتصاد، فيمكن الاستفادة منها في تطوير المنتج ووضعه في بؤرة الاهتمام والذي يدر على الدولة الكثير من الأموال التي تساهم بشكل فعال في الخروج من مأزق البطالة والفقر والجوع والحرمان.

ولا يمكن إهدار بأي حال من الأحوال مثل هذه الأفكار فكل فكرة جادة ينشأ عنها ابتكار أو اختراع، يتم تطبيقه على أرض الواقع هو في حد ذاته إنجاز وهو ترس متقدم في عجلة الإنتاج، الذي لا يجب أن يتوقف عن الدوران في تدوير وتنوير والإكثار من الأفكار والمخترعات في وجود المكافآت المجزية، والتقدير والعرفان لكل هؤلاء المخترعين الأبطال.

البؤر العلمية تزيد من الابتكار والاختراع

وهكذا تبزغ الأفكار وتبرز الابتكارات وتعم الاختراعات في وجود التشجيع الدائم والدعم المستمر في كل الاتجاهات، والذي يصب في نهاية المطاف أموال طائلة في خزينة الدولة لا عد لها ولا حسبان.

فقط إذا حسنت النيات وأعطيت الفرصة للشباب في التعبير عن رأيه وكل ما يجول في فكره وخاطره في الإيمان بالذات والقدرة الخلاقة على الإبداع والابتكار في وجود دائم ومتواصل لحلم وحكمة الحكماء، التي تبني وتجدد هذه الكفاءات، وفي وجود نظام مؤسسي متماسك يكمل بعضه البعض في وجود التوافق والتراضي الذي يُقلِّص من فرص التعارض والمجابهة عند اختلاف المواقف وتضارب المصالح.

لأن الهدف واحد لا لبس فيه ولا غموض ألَّا وهو البحث في حل مشاكل الناس وهذا يتسق مع مصالح الجميع دون تفريق في الأسماء والمسميات ومن ثمَّ يمكن توزيع هذه البؤر العلمية في كل مجالات الحياة المختلفة حتى تكون محضن للأفكار وحاضنة لكل الابتكارات على جميع المستويات.

فالعلم بضاعتنا نحن المسلمون أهديناها للعالمين على مدى قرون من الزمان دون حقد أو كراهية بل في حب وود وسماحة وتواضع وأخوة في الإنسانية.

وهكذا كنا نحن المسلمون نقدم العلم للعالمين عامة وللغرب بصفة خاصة دون من أو عطية فتقدم الغرب ببضاعتنا التي طورها علينا وأضاف إليها وعنونها بعناواين مختلفة ومنعها عنَّا بالقوة من أجل أن نظل رهينة عنده وتحت رحمته ورهن إشارته وطوع أمره لا نخرج بعيدًا عن كل ما قدره لنا وعنونه لبلادنا.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »