مقالات

(3) التعليم كنز.. صناعة العلماء

لا يُمكن لأي أمة من الأمم أن تنهض أو تتقدم في كل مجالات الحياة إلَّا من خلال التركيز على قواعد العلم والمعرفة المتمثلة في القراءة والكتابة والتعليم والتقنيات الحديثة.

وهي أولى خطوات العلم والمعرفة وبها يتم صناعة وإيجاد العلماء وتنمية ملكة الفكر عند الموهوبين، وتنمية مهارتهم وتأهيلهم، حتى يتمكنوا من خوض غمار العلم والبحث عن فنون المعرفة والإبداع والابتكار.

وهذا يعني في جملة ما يعني البحث عن الموهوبين في مختلف الأعمار، ثم إعدادهم وتأهيلهم كلٌ حسب المجال الذي يُمكن أن يبرع فيه، بحيث يتمكَّن من تطوير الأفكار وإيجاد أفكار جديدة ومتجددة تُساهم بشكل فعال في نقل نوعية وحضارية، تضع مصر في مكانها الطبيعي والذي يليق بها في القرن الحادي والعشرين.

خطوات العلم والمعرفة

الحضارة في مصر ليست طارئة عليها ولا غريبة عنها ولا مصر غريبة عن الحضارة، فلقد قامت فيها وعليها وعلى ضفاف النيل وفي قلب موقعها المتميز التي حباها الله بها حضارات عديدها أبرزها وأعدلها الحضارة الإسلامية، التي غيرت وجه مصر وإلى الأبد، بالرغم من وجود الكثير من الثغرات التي تعبر عن طبيعة الإنسان وحبه للحياة.

ولكي يكون هنا في مصر حضارة، يجب أن يكون فيها علم مصري أصيل، يتم إنتاجه وتسويقه عبر عقول أبنائها وليس عبر عقول الآخرين.

وهذا يستدعي إقامة قاعدة علمية عريضة، تعتمد في ركيزتها على أبناء مصر في الداخل والخارج على حد سواء.

من خلال بؤر علمية تنتشر في كل مجالات الحياة وتعتمد في وجودها على خلق الفكرة الجديدة ثم تطويرها ومن ثم تحويلها إلى علم حقيقي ببصمة مصرية وعلامة تجارية عالمية، تحمل اسم مصر في كل مكان على امتداد الكرة الأرضية.

ولكي يعمم العلم على امتداد مصر المحروسة، يجب أن تنتشر المعرفة بين الناس فالعلم والمعرفة صنوان لا يفترقان ووجهان لعملة واحدة لا يمكن استغناء إحداهما عن الآخر فلا علم بدون معرفة ولا معرفة بدون علم في وجود كل أدواته المنتشرة في كل مكان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »