مقالات

(5) التعليم كنز.. التعليم= فكرة= منتج

لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هناك تعليم جاد ومنتِج إلَّا ويُساهم بشكل فعال في حل مشاكل المجتمع إلَّا من خلال اختيار عناصر مؤهلة لها خبرة طويلة ومعتبرة في العملية التعليمية تتميز بالتفاني في العمل والجد والاتقان وطول البال خارج إطار الوساطة والمحسوبية، وتفضيل أهل الثقة على أهل الخبرة من أجل مصالح شخصية فلا مكان للسطحيين وأصحاب المصالح الشخصية في إدارة العملية التعليمية، وإلَّا ستصبح اسم على غير مسمى، كما هو الحال في واقعنا المرير، الذي نشهد فيه الفصل الأخير، للقضاء على التعليم ومحوه من ذاكرة الأمة حتى يصبح بعد أثر.

ولا يُمكن بأي حال من الأحوال أنْ يكون هناك تعليم جاد ومثمر إلَّا إذا توفرت كل الإمكانيات وتوفرت كل الأدوات اللازمة لإتمام وإنجاح العملية التعليمية بشكل كامل وكلي متواصل ومتصل لا يتجزأ بعضه عن البعض الآخر، وبشكل لا يعرف الكلل ولا الملل ولا التهاون أو المهادنة في تقييم العملية التعليمية، والحصول على كل ما هو جديد في كل مجالات التعليم والتحديث والتقنية من مختلف الأفكار المنتشرة على امتداد الكرة الأرضية.

المعلم هو رأس الحربة في نجاح العملية التعليمية

وعليه يصبح المعلم هو رأس الحربة، في نجاح العملية التعليمية بكل فصولها ومراحلها المختلفة، من الكي جي وحتى التعليم الجامعي ولا يمكن له هذا إلا بتوفير أدنى متطلباته الحياتية بل وحتى الكفاية وحد الرفاهية في المأكل والمشرب والملبس والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية.

وليس هذا فحسب بل والتقدير المادي والمعنوي الذي يلفه ويحيط به من كل جانب فهو أهم وأرقى وأعز على الأمة من أي منصب قيادي وغير قيادي وعليه وبه تتقدم وتنهض الأمم والشعوب وتعيش في رفاهية ومن غيره وبدونه تجوع الشعوب وتتخلف إلى الخلف دوران وتقع في الهاوية.

ويشد من أزره ويقوي من عضده وعزيمته ويحمي ظهره جهاز إداري قوي وواعٍ بخطورة المرحلة، يبحث عن الأصل والجوهر في العملية التعليمية بصدق وأمانة وشفافية ولا يجري وراء الشكل والمظهر في غياب وتغييب متعمَّد للأصل والجوهر بحيث تصبح عملية متكاملة من الألف إلى الياء، كل واحد يعرف دوره المنوط به والمطلوب منه ويعرف حدود مسئولياته ومهامه ومستوى إمكانياته، بحيث يأتي العمل متكاملًا وعلى أكمل وجه، فيتحول به التعليم إلى مؤسسة منتجة تدر دخلًا عليه وتحل مشاكل الأمة المعنية، بعد خروج السلطة والمال من ميدان التعليم، وتحمل الدولة تبعات مسئولياتها -إن كان هناك دولة- بعيدًا عن الشخصنة والأنانية وحب الذات.

في وجود فصول وقاعات للدرس مناسبة ومؤهلة ونظيفة ومرتبة بحكمة عالية بعيدًا عن الفوضى والزحام ومعامل أبحاث ومكتبات وإنترنت وكمبيوترات تُمكِّن الدارسين من مختلف الأعمار من الإقبال بحب ونهم على العلم والتعليم مع صيانة دائمة لكل هذه الفصول وتلك القاعات، وميزانيات وفيرة للبحث العلمي تدعم الأفكار وتؤدي إلى الابتكار مع ربط كل مراكز الأبحاث بالمراكز الاقتصادية والصناعية برباط وثيق والذي يدر في نهاية المطاف عشرات أضعاف ما ينفق على البحث العلمي وأدواته بل وعشرات الملايين والمليارات، عند أصحاب العقول والأفهام الواعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »