مقالات

فلسفة الإحساس في الجلد بين الصحة والمرض “2”

يوجد في الجلد مراكز متخصصة، للتعامل مع المؤثرات العادية التي يتعرض لها الجلد خارج دائرة الخطر أو في حالات الخطر والطوارئ بمختلف درجاتها وحدتها وخطورتها، بناء على مستوى وحجم التهديدات، التي يتعرض لها الجِلد، والذي يقوم بتقييم حجم الخطورة، ومدى اتساع رقعة التهديد، على مستوى كل خلايا الجلد الرئيسية، ومكوناته الأساسية والفرعية والدقيقة من خلال معاينة ومعايرة للواقع المحيط بها، ثم تقوم بتخزينها داخل خلايا الذاكرة المنتشرة على امتداد الجلد وخلاياه المعتبره.

وفي نفس الوقت، تقوم وسائل الإحساس المتطورة، داخل الجلد ومكوناته، بمراقبة الموقف عن كثب وتقييمه من حيث الخطورة، ثم تقوم وسائل الإحساس الأكثر تطور بتسجيل الموقف وتقييمه بالصوت والصورة والفيديو والاحتفاظ بها.

ثم ترسل وسائل الإحساس المتقدمة، إشارات عصبية متكاملة عن تقييم الحالة، إلى وسائل الإحساس الأكثر تقدمًا والتي تقوم بدورها بإرسالها إلى المخ، ليتخذ القرار المناسب ورد الفعل بناء على الفعل الذي تبلور بفعل مراكز الإحساس المختلفة في الجلد سواء كانت مراكز الإحساس العادية أو مراكز الإحساس في حالة الطوارئ، أو مراكز الإحساس البديلة المتطورة والأكثر تطورًا والمتقدمة والأكثر تقدمًا.

فلسفة الإحساس في الجلد

فالبناء الهندسي للجلد ومراكز إحساسه المختلفة المنتشرة في أركانه، تُبرهن على عظم الصنعة، وتؤكد عظمة الصانع الله سبحانه وتعالى من حيث المظهر والجوهر والمكان والمكين في الشكل والتركيب والتوزيع والتنويع وفي الصغر والكبر وبمختلف تخصصاته، يؤكد قدرته على تكوين المواد الأساسية، اللازمة للحفاظ على الجلد بكل مكوناته، مثل إنتاج مواد متخصصة كمادة الكرياتين، والتي تمثل حائط الصد ضد كل الكائنات الدقيقة الموجودة على سطح الجلد من ميكروبات وفيروسات وفطريات وطفيليات، كما أنَّه يمنع دخول الماء إلى الجِلد أو خروج السوائل من داخله.

وفي نفس الوقت تقوم خلايا الميلانين المنتشرة في أنحاء الجِلد بتلوينه وإعطائه اللون المناسب له حسب البيئة والجغرافيا واختلاف درجات الحرارة، فالجلد الأبيض في البيئة الباردة والجلد الأسمر في البيئة الحارة مع وجود تباديل وتوافيق لا أول لها ولا آخر، في ألوان الجلد بدرجاته المختلفة، لحماية الإنسان من أشعة الشمس الضارة.

وفي إنتاج مادة الكرياتين من خلايا الجِلد الكرياتينية ومادة الميلانين من الخلايا الملونة، فيه إعجاز هائل، فكل من الكريتين والميلانين، يمثل جزء من البروتين، ولكن بروتين يحمي الجلد ويحافظ عليه مثل الكرياتين وبروتين يحمي الجلد من أشعة الشمس الضارة مثل الميلانين.

فمن الذي أعطي كل خلية وظيفتها وتخصصها بالرغم من أن مكونهما واحد من البروتين، إنه الله سبحانه وتعالى وسيكون لي وقفات كثيرة لإبراز إعجاز وجود الجِلد وخلاياه المبتكرة بشكل يؤكد عظمة الله سبحانه وتعالى فيما خلق وقدر.

كما أن قدرة الجِلد على الهيمنة والسيطرة على كل مكوناته والتي تقوم بكل وظائفها في وقت واحد، بشكل منظم ومرتب من حيث التكوين في بعدها الجنيني ووضعها التشريحي ووظيفتها االفسيولوجية ومكوناتها البيولوجية ومؤثراتها الكيميائية، وغيرها من سائر المكونات، تدل على أن وحدة الخلق في الجِلد ومكوناته تؤكد وحدانية الخالق الله سبحانه وتعالى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »