مقالات

البعث والفناء وإبطال حجة الكافر في الدنيا

مما لا شك فيه، أن آلية عمل الأعمدة الخمسة، التي بني عليها الكون بشكل متقن ومبدع، بشكل عام، وآلية عمل البعث والفناء في الدنيا، بشكل خاص تبطل حجج الكافر في الدنيا.

لأنها تؤكد حقيقة وجود البعث والفناء في الدنيا في كل المخلوقات، والذي ينكره الكافر في الآخرة.

مصداقًا لقوله تعالى: “زعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ” (التغابن/ 7).

وهذا الزعم الذي يزعمه الكفرة، أنهم لن يعادوا مرة أخرى، بعد موتهم وفناء أجسادهم، إنكارًا لوجود الآخرة، ولكن الله سبحانه وتعالى يؤكد بعثهم مرة أخرى بعد الموت، وذلك على الله يسير.

لأنهم كانوا قبل الدنيا أموات قبل أن يخلقهم الله سبحانه وتعالى في الحياة، وكما أعادهم إلى الدنيا من عدم، سوف يعيدهم في الآخرة من موجود.

والمتمثل في بقايا خلاياهم الموجودة في التراب بعد فنائهم، وكل خلية تحمل بصمة صاحبها كما كانت معه في الدنيا.

ولكن العجيب أن كل شيء في الدنيا فيه بعث وفيه فناء، ولولا وجود البعث والفناء في هذه المخلوقات في الدنيا، لانقرض الإنسان وانهار الكون في لحظات.

فيصبح أمر البعث، الذي يحدث في كل لحظة  من لحظات الزمان، والذي تمر بها كل المخلوقات في الكون، والذي أثبتها العلم الحديث واقع ملموس على أرض الواقع، ليبطل دعاوي الكافر بإنكار البعث في الآخرة.

وهو ما يحدث في حياة الكون والإنسان والحيوان والطيور والحشرات والنبات والجماد والميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات، في الدنيا

والتي تجدد حياتها بانتظام وبشكل ذاتي منقطع النظير، ولولا هذا التجديد المبرمج، ما بقي كون ولا حياة.

وهذا فيه إعجاز كبير وعظيم، فالبعث والفناء، فيه معني الخلافة، وفيه معني الأسماء، وفيه معني الكلمات، مما يؤكد علي تماسك الكون بما فيه من مخلوقات.

 

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »