(45) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية
على هذا الأساس، يتكون جسمك من أكوان صغيرة على مستوى الذرات، وعلى مستويات أصغر وأكثر جوهرية، فستجد كونًا مصغرًا من هيكل مصغر بداخلك، يتكون جسمك من الأعضاء والتي تتكون بدورها من الخلايا التي تحتوي على العضيات والتي تتكون من جزيئات، والتي هي نفسها سلاسل مرتبطة بالذرات الفردية، حيث توجد الذرات على مقاييس صغيرة للغاية، يبلغ قطر الواحد منها واحد أنجستروم والذي يبلغ طوله واحد من عشرة مليار من الميتر، لكنها تتكون من مكونات أصغر منها مثل البروتونات والنيوترونات والإلكترونات.
تُعرف الأحجام الصغيرة للبروتونات والنيوترونات التي تشكل نواة كل ذرة من مقياس الفمترة، بأنها أصغر مائة ألف مرة من الأنجستروم، لكن الإلكترون نفسه لا يمكن تمييزه عن نقطة تشبه، والذي لا يزيد حجمه عن 1/10000 من حجم البروتون أو النيوترون، في وجود مساحات هائلة من الفراغ داخل الذرة تصل إلى أكثر من 99.99% من حجم الذرة.
اكتشف العلماء أن جسم الإنسان يضيء، وينبعث منه ضوءً مرئيًّا بكميات صغيرة جدًا، عند مستويات ترتفع وتنخفض بمرور الوقت، حيث أظهرت الأبحاث أن الجسم ينبعث منه ضوءً مرئيًا أقل كثافة 1000 مرة من مستويات رؤية العين له ويعتقد العلماء أن كتلة الجسم تأتي من الطاقة الحركية للكواركات وطاقة الربط للجلوونات، وهذه تمد الكون بالطاقة اللازمة لوجوده وبقاءه على قيد الحياة.
الجسم يتكون من أكوان صغيرة على مستوى الذرات
وكلها حقائق علمية باهرة ظاهرة في الكون وأدلة قطعية واضحة على وجود الله، تفضح الكافر وتدين الملحد وتهزم المشرك وتهزيء من المنافق، وترفع الغطاء عن كل فكر متطرف وكل عقل مجرم وكل عمل إرهابي قاتل وجبان.
ومن هنا كانت دعوة الإسلام في موقع إعجاز، تعتمد على محاربة هذه الأفكار الشاذة بالعلم، ومحوها في المجتمعات بالفكر، ومنع انتشارها بين البشر بالفهم، والتي من أجلها كان الإسلام حماية لحياة الناس ومصالحهم في الدنيا والآخرة، وحماية عقائدهم الصحيحة من الانحراف على امتداد الكرة الأرضية.
فالطاقة المتجددة التي تتمدد على إثرها السماء وتحفظ وجودها، منبثقة من نور الله وأسماءه وصفاته وكلماته وهي طاقة موجودة في الأحرف والكلمات والآيات في القرآن الكريم، ومنتشرة في كل مكان الكون في سائر المخلوقات الموجودة في السماء في الكواكب والنجوم والمجرات، وفي الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة للإنسان، ومن الكلمات ومساراتها المختلفة في الكون ومن الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات والكائنات الدقيقة في الأرض.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد وجود التوازن في الكون وأنه يقوم بصيانة ذاتية له وكل مكوناته دون ضجيج مفتعل، لأن خلفة قوة الله.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر