مقالات

(102) نهر النيل في… الإسلام

غياب الأبعاد السبعة في مصر ونهر النيل، في العصر الحديث، عند صناع القرار، من حيث البعد العلمي، والبعد الديني المنبثق من رسالات السماء، والبعد الجغرافي المتميز، والبعد التاريخي والحضاري  الضارب في أعماق الزمن،، والتي تحمل في طياتها قيم الخير والحب والتسامح للبشرية جمعاء، وفيها كل تقدير وكل إحترام من الإنسان لإخيه الإنسان، إلى درجة تشعرك أن المصريين لم يستفيدوا شئ من تدينهم سوي النذر إلىسير.

هذا بالإضافة إلى البعد البشري، في وجود الإنسان المصري، وفي قدرته اللامحدودة في كل زمان ومكان وعبر التاريخ، على العطاء بلا حدود للزمان والمكان، والتي تنطق به الجدران، وتعبر بها المشاهد الحقيقية المنتشرة في كل مكان من أرض مصر المحروسة.

وكل هذا كان ناتجا عن فقدان البصلة، وغياب الفكر السوي والمستقيم، والفهم الحقيقي للذات، وعدم إدراك واعي لمكانة مصر ونهر النيل، في التاريخ والجغرافيا والدين والإنسان وغيرها، بإعتبارها ملك لشعبها وليس ملك لفئة واحدة تدريها على هواها، لدفعها إلى التقدم والإزدهار.

وفي غياب الفكر الجمعي، الذي يؤدي إلى تقدم الأمم والشعوب وإستنهاض همها، مع حضور الفكر الإنتهازي والمريض والسقيم، والأثرة والمحسوبية، في كل مجال، وتقديم المصلحة الشخصية، وتغليبها على المصلحة العامة في دائرة صناعة القرار، دون وجود خطوط حمراء، وما يحيط بها من دوائر من المركز وحتي الأطراف.

وفي غياب المواطن القوي والحكم الرشيد والوطن القوي، وفي عدم الشعور بالذنب على كل هذه الإنتهاكات المخزية والتي تشيع فاعليها إلى مزبلة التاريخ ، وفي غياب رؤية شاملة لتقديم رشتة علاج كاملة ومتكاملة لإصلاح وصيانة كل المشاكل التي تعاني منها البلاد، على علم ومعرفة، في وجود النموذج والمعيار.

وهذا كله يعود بالدرجة الأولي إلى قصر النظر، عند المسئولين في دائرة صناعة القرار، في علاج الأعراض دون البحث والتنقيب عن الأسباب ، التي أدت إلى وجود كل هذه الأعراض مجتمعة وفي وقت واحد ، فلا علاج في غياب البحث عن حقيقة الأسباب ،وتقديم رؤية شاملة للتعامل مع الواقع الذي نعيشه واضعين في الإعتبار المصلحة العلىا للشعب المصري فوق كل إعتبارللحاكم والمحكوم على حد سواء.

ومن هنا يجب على صناع القرار إستحضار الأبعاد السبعة،  التي تعزز من مكانة مصر وفي قلبها نهر النيل على جميع المستويات المحلية والإقليمية والإسلامية والدولية، إنطلاقا من بعدها الجغرافي وكل مايحمله من معني سياسي وإقتصادي وجيو إستراتيجي خلاق، ومعني علمي ومعرفي، يعتمد بالدرجة الأولي على موقعها الجغرافي وعلاقتها بالعالم الخارجي على إمتداد القارات وطول إلىابسة والماء.

والبعد التاريخي،  فتاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة في العالم لما يزيد عن سبعة الاف عام قبل الميلاد، فهي أقدم حضارة في التاريخ الإنساني، مما جعل تاريخ مصر مزيج من مختلف الثقافات و الحضارات الإنسانية تتميز به عن غيرها من البلاد، فكان لها تميز تاريخي عريق، مثل تميز موقعها الجغرافي  الفريد، فجعلها محط أنظار العالم، خاصة أنها تحتضن في ترابها أكثر من ثلثي أثار العالم، مما يعني أن نصيبها من السياحة العالمية يجب أن يكون نصيب الأسد.

 وإذا كان عدد السائحين في العالم وصل في 2018   م، إلى مليار واربعمائة مليون سائح في العالم طبقا  لمنظمة السياحة العالمية، حيث تشكل السياحة 10 % من الناتج المحلي الإجمإلى في العالم بما يعادل 7.6 تريليون دولار، فنصيب مصر يجب  ألا يقل عن  ترليون دولار سنويا  في الحد الأدني و 3 ترليون في الحد المتوسط، و5 ترليون في الحد الأقصي، بالرغم من أن دخلها من السياحة لا يتعدي 13 مليار دولار؟

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »