مقالات

(50) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم

كل مكون من مكونات الجسد المادية والنورانية، منسجمة مع بعضها البعض الآخر، وكل واحد منها له وظيفة يقوم بها، وله مكان ومكين، في الشكل والمضمون، يوضع في مكانه، كي يقوم بوظيفته على أكمل وجه، فلا يمكن مثلًا وضع القلب النوراني مكان المخ النوراني، أو الكلى النورانية مكان الكبد النوراني وهكذا.

وما ينطبق على الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة المادية والنورانية، ينطبق على الجسد بمكوناته، فلا يمكن تبديل جسد شخص بجسد شخص آخر، ولا يمكن تبديل الروح النورانية للشخص، بروح نورانية لشخص آخر، فما بالك بتغيير الروح بالجسد معًا، أو تبديل الجسد والروح، في آخرين، هل يمكن حدوث ذلك؟ بالتأكيد من المستحيل أن تحدث هذه التباديل وتلك التوافيق على مستوى العلاقة بين الروح والجسد في الإنسان.

مكونات الجسد

وما يحدث في الإنسان على مستوى الخلايا والأنسجة والأعضاء، يحدث في الكون على مستوى الكواكب والنجوم والمجرات، فالمجموعة الشمسية وكواكبها الثمانية، بما فيها الأرض تدور حول نفسها وتدور حول الشمس، والشمس تدور حول درب التبانة، والتي تدور بدورها حول المجرات في مركز الكون، والكون يدور حول نفسه، وحول أكوان الفقاعة السبعة، وكلها تدور حول السماء الدنيا، التي تدور بدورها حول السموات السبعة، وهكذا دواليك.

 فلا يمكن أن يختل ميزان الكون، على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة الواحدة، أو الذرات داخل الجزيئات والمواد الأولية، داخل الكواكب والنجوم والمجرات، وإذا كان ذلك كذلك، هل يمكن أن يختل ميزان الكون، فتترك الأرض التي نعيش فيها المجموعة الشمسية، وتذهب الي شمس أخري في درب التبانة، علما بأن درب التبانة به مئة مليار شمس، أصغرها شمس الأرض، أو ممكن أن تترك المجموعة الشمسية درب التبانة، وتذهب إلى مجرةأخرى، هذا من رابع المستحيلات، لأنه سيؤدي حتما إلى انهيار الكون.

وإذا كان شيء في الكون والإنسان وسائر المخلوقات، منسجم مع بعضه البعض الآخر، في بناء، ويدور في مسارات متعاضضة بالرغم من اختلافها، عن بعضها البعض الآخر في الشكل والتكوين، لكن الملاحظ أن هناك ارتباطًا عضويًّا بين مكونات الكون وما فيه من مخلوقات، وكلها تؤكد على أن وحدة الكون تؤكد على وحدانية الله سبحانه وتعالى.

وإذا كان ذلك كذلك، فهل يمكن أن يحدث خلل في البناء اللغوي للقرآن الكريم  على مستوى الأحرف والكلمات والآيات، التي نزل بها القرآن الكريم، وهي منسجمة مع بعضها البعض الآخر، ومترابطة ومنتظمة في شكلها ورسمها، في المبنى والمعنى، بعد أن مرت بسلسلة متصلة ومتواصلة من الحفظ والتوثيق في المراحل السبعة النورانية المتداخلة مع بعضها البعض الآخر، والتي لا يمكن فيها فصل مرحلة عن المرحلة الأخرى، فهذا من رابع المستحيلات، على مستوى البشر.

حفظ القرآن الكريم

فما بالك بحفظ القرآن الكريم، بقدرة الله سبحانه وتعالى، رب البشر، وخالق الأرض والسموات في الحفاظ علي كتابه، وحفظة للقرآن الكريم، في المراحل النورانية الخمسة على مستوى الملأ الأعلى، كما حفظ الكون وما فيه من كواكب ونجوم ومجرات، فلا تختل، وكما حفظ الإنسان في خلاياه وأنسجته وأعضائه فلاتصاب بالخلل أو العطب.

وهذا معناه أيضًا أن كل مرحلة، من مراحل نزول القرآن الكريم، مجموع فيها كل المراحل السبعة، محصنة، والتي نزل بها القرآن الكريم، مما يؤكد على أن المراحل السبعة وحدة واحدة متصلة ومتواصلة مع بعضها البعض الآخر مثل الأحرف والكلمات والآيات، التي تكون سور القرآن الكريم، فلا يمكن فصل مرحلة عن مرحلة أخرى، وأنها واحد في سبعة، وسبعة في واحد.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »