مقالات

(7) مكانة العلم والعلماء في الإسلام 

ولذلك لم يكن غريبًا في أن يتعرض لشق صدره أربعة مرات، مرة في طفولته وأوائل عمره وهو غضًا طريًّا ليملأه ربه علمًا وحكمة ويجهز بها خلاياه وأنسجته وأعضاءه وأجهزته وروحه ونفسه بالعلم اللدني آخذًا بالأسباب في مطلع حياته وبداية عمره، فتم تجهيزه تجهيزًا ربانيًّا، لإعداده لهذه المهمة الشاقة.

فبعد أن بدا لمرضعته حليمة السعدية التي تولت رضاعته لمدة سنتين فحلت عليها البركة وعلى ابنها الذي لم يكن يشبع من صدرها فشبع ونام بعد أن رضع معه محمد صلى الله عليه وسلم في طفولته وسبقت أقرانها عند عودتها إلى بيتها في ديار بني سعد خارج مكة.

وشبعت غنمها من كثرة العشب بعد جوعها وملئت ضروعها لبنًا ببركة محمد صلى الله عليه وسلم دون غيرها من جيرانها وعندما أعادته إلى مكة المكرمة طلبت من أمه أمنة وألحت عليها أن تعود به مرة أخرى فبقي معها حتى سن الرابعة من عمره.

مكانة العلم والعلماء في الإسلام

وحادثة شق الصدر حدثت في الفترة التي عاش فيها في بيت السيدة حليمة السعدية بعد أن عادت به مرة أخرى إلى ديار بني سعد بعد أن أنهت فترة الرضاعة الأولى فتولت تربيته وذات يوم خرج يلعب مع غلمان ومعهم غنم يرعونها وبينما هم كذلك جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فأخذاه فشقا بطنه واستخرجا قلبه فأخرجا منه نقطة سوداء وغسلاه بماء وثلج كان معهما في طست ثم رداه كما كان.

فلما رآه أخوه ذهب مسرعًا ليبلغ أمه بما رأى فحكى لهما ما حدث له فخشيا أن يصيبه مكروه فردوه إلى أمه، مصداقاً للحديث الذي رواه مسلم عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: “إن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فصرعه فشق عن قلبه فاستخرجه واستخرج منه علقه فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طشت من ذهب بماء زمزم ثم لامه ثم أعاده إلى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ومرضعته إن محمد قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون”.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »