مقالات

(11) الكتاتيب بذرة التعليم في الإسلام

نعم؛ فالكتاتيب كان لها دور فعال في نهضة التعليم في العالم الإسلامي، فمقارنة بسيطة بين الطفل العربي الذي لم يذهب إلى الكتاب ويتعلم من أمه وأبيه ويسمع العامية وهي ليست لها علاقة باللغة العربية الأم، تكون حصيلته اللغوية ضئيلة جدًا لا تتعدى 1000- 3000 كلمة عند سن 3 سنوات.

وعند 6 سنوات 7000 كلمة وعند 12 سنة 10000 كلمة، بينما الطفل الغربي تكون حصيلته اللغوية 16 ألف كلمة عند سن 3 سنوات، وعند 6 سنوات 20000- 24000 كلمة، وعند 12 سنة تصل الحصيلة اللغوية إلى 50000 كلمة، وهذا معناه أن حصيلة الطفل الغربي ثلاثة أضعاف الطفل العربي.

أما الحصيلة اللغوية للطفل العربي المسلم الذي يذهب إلى الكتاب ويحفظ القرآن الكريم، فتبلغ أكثر من سبعة وسبعون ألف كلمة في ثلاث سنوات.

أعداء الأمة يقفون ضد الكاتيب

فعدد حروف القرآن الكريم تبلغ ثلاثمائة وعشرون ألف وخمسة عشر حرفًا، وكلمات القرآن الكريم، سبعة وسبعون ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة وآياته ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون آية وسور القرآن الكريم مائة وأربع عشرة سور.

وهذا هو الفرق بين الطفل العربي المسلم الذي يحفظ القرآن الكريم عند سن 3 سنوات، بحصيلته اللغوية البالغة أكثر من سبعة وسبعون ألف كلمة، ولو حفظ ألفية ابن مالك بعددها ألف بيت وفيها أكثر من ثمانية آلاف كلمة، فتصبح الحصيلة اللغوية الكلية في المتوسط للطفل العربي المسلم، الذي يذهب إلى الكتاب خمسة وثمانون ألف كلمة، أمَّا حصيلة الطفل الغربي عند 3 سنوات، فتبلغ حصيلته اللغوية 16 ألف كلمة، ما يعني أن الطفل العربي المسلم الذي يتعلم سنواته الأولى في الكتاب، يتفوق بحصيلة لغوية مقدارها 85000 كلمة، وهي تمثل أكثر من خمسة أضعاف الحصيلة اللغوية للطفل الغربي ومقدارها 16000 كلمة، لذلك قاد الغرب وعملائه في الشرق حملة منظمة لهدم الكتاتييب في العالم الإسلامي.

وكان هذا الصدى الإيجابي للكتاتيب سببًا في جعل الغرب ينظر بعين الشك والريبة إلى خطر الكتاتيب على حاضره ومستقبلة فيقود حملة شعواء مدمرة عليها واستخدم كل ما يملك من السلطة والمال، والتي وظفها بواسطة الطابور الخامس من الخونة والعملاء.

من أجل الإساءة إلى الكتاتيب وهلهلت وظيفتها واتهامها بتهم جذافية لا يقبل بها عاقل عنده ذرة من الإنسانية، ومن ثمَّ يمكن هدم الكتاتيب بسهولة على رؤوس أصحابها بواسطة من يرتدون ثيابنا ويطعنونا في الظهر وهذا ما صنعوه مع الكتاتيب.

ومن هنا كان دور أعداء الأمة الإسلامية ماضي في تشوية سمعة الكتاتيب وهدمها حتى تتمكن من إضعاف مكانة الأمة الإسلامية، والعمل على إخفاء مكامن القوة فيها من أجل  السيطرة عليها ولا مانع من ربطها بأعمال العنف والإرهاب التي يقف الغرب وأتباعه وراء إشعالها في العالم العربي والإسلامي والتي بسببها تتوالى الحروب ويزداد عدد اللاجئين من العرب والمسلمين بسبب الخيانة والعمالة والسلب والنهب.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »