مقالات

(6) التعليم كنز.. صناعة العلماء

وهذ يستدعي الإسراع من إيجاد قاعدة علمية متطورة ولو حتى على مستوى البؤر العلمية والوحدات الصغيرة المتخصصة والتي يمكن أن تتطور في المستقبل إلى مشروعات علمية صغيرة ومتوسطة وكبيرة في غضون أعوام قليلة، تمكننا من ردم الهوة العلمية بيننا والعالم بعد أن تخلفنا طويلًا بفعل الديكتاتورية والاستبداد.

وإذا كانت الفجوة العلمية بين أمريكا وأوروبا، كما تقول التقارير الدولية تصل إلى خمسين سنة علمية، تحتاج أوروبا الموحدة لتقليصها إلى سبعمائة وخمسين ألف عالم متخصص في جميع فروع العلم والمعرفة، كي تتمكن من ردم هذه الفجوة العلمية.

وإذا كان هذا هو الحال بين أمريكا وأوروبا، بالرغم من التطور الهائل الذي تموج به هذه البلاد، فما هي يا ترى الفجوة العلمية بيننا وأمريكا وأوربا، إذا كانت هناك فجوة علمية، وليس شيء آخر.

تلعب البؤر العلمية دورًا بارزًا في صناعة وإنتاج العلماء، ما يُساهم في تطوير الاقتصاد ويحوله إلى اقتصاد منتج بدلًا من مستهلك كما حدث في أوروبا والأمريكتين وفي آسيا وبعدها دخلت الكثير من الدول الإفريقية حتى ولو كان في حدها الأدنى.

ولذلك؛ أرى أنه لن يكون في بلادنا حل حقيقي لمشاكلنا الاقتصادية ولا في إيجاد وخلق قطاع اقتصادي حقيقي وفعال يداوي مرضانا من الفقر والجوع والحرمان، ويحل مشاكل الأمية والبطالة والعنوسة وقلة الحيلة والقلق من الحاضر والخوف على المستقبل، إلا من خلال البحث العلمي الجاد الذي يحول الفكرة إلى منتج على أرض الواقع في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الشهر ولا تزيد عن ستة أشهر.

فيتداولها الناس في الداخل والخارج على حد سواء، وهذا هو الذي يؤمن حاضرنا ويدفع بمستقبلنا إلى الأمام خطوات وثابة تسابق الزمان والرياح والأعاصير في السرعة والتوقيت.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »