مقالات

فلسفة الإحساس في الجلد بين الصحة والمرض “10”

تُمثل المستقبلات الشخصية في الجلد (Proprioceptors)، حجر الزوايا في وجود الإنسان وممارسة حياته بشكل طبيعي وفعال، فهي تعتبر بمثابة العمود الفقري للإنسان، والذي لولاه ما وقف على قدميه لحظة واحدة.

ولولا المستقبلات الشخصية المنتشرة في الجلد، ما شعر الإنسان بنفسه ولا شعر بوجوده في الحياة.

فالمستقبلات الشخصية في الجلد تستشعر موضع الأجزاء المختلفة، من الجسم بالنسبة لبعضها البعض، وتشعر بالبيئة المحيطة بها، حتى يتمكن الشخص من التعرف على أعضاء جسمه ومكوناتها في الخارج وعلى الشعور بذاته في الدخل وغياب هذا الإحساس يفقد الإنسان نفسه وذاته.

ولذلك تتوزع  المستقبلات الشخصية في الأماكن المتعلقة بالجهاز الحركي في الوقوف والقعود وفي المشي والحركة وفي الجري السريع والجري البطيء بمختلف درجاته، مثل نهاية العضلات في الأوتار، وفي العضلات وحركة المفاصل.

تتمكن المستقبلات الشخصية في الجسم من اكتشاف التغيرات التي تحدث في طول العضلات، بالانقباض أو الانبساط، وفي توتر العضلات وحركة المفاصل المنتشرة في الجسم.

وبدون وجود المستقبلات الشخصية، لن نكون قادرين على القيام بأشياء أساسية في حياتنا، مثل الاعتماد على النفس في الأكل والشرب وفي تناول الطعام والشراب وفي ارتداء الملابس، دون الاعتماد على الآخرين.

وتنشط مستقبلات التمدد داخل العضلات والمسماة بمغزل العضلات بشكل كبير، ويتكون كل مغزل عضلي من نهايات عصبية حسية ملفوفة حول ألياف عضلية خاصة تسمى ألياف المغزل، وامتداد الألياف المغزلية، يبدأ في تسريب نبضات عصبية، في الخلية العصبية الحسية مع الخلية العصبية الحسية الأخرى، ثم تنتقل النبضات العصبية على طول المحور العصبي إلى الحبل الشوكي حيث تشكل عدة أنواع من المشابك العصبية.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »