مقالات

(21) نهر النيل في… الإسلام

هذا معناه أن رحلة الإسراء، التي بدأت من مكة المكرمة كانت بمثابة إعلان من الله سبحانه وتعالى، بنقل الخلافة المادية والمدنية من آدم وأبنائه وأحفاده إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم في حضور جبريل عليه السلام قائد الملأ الأعلى، باعتبار أن مكة أم القرى ومنها دحيت الكرة الأرضية، فأصبحت الأرض ومن عليها ملك للإسلام.

قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إلىكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) الشورى: 7.

ثمَّ تمَّ نقل الخلافة الدينية في نهاية رحلة الإسراء إلى بيت المقدس من آدم وأبنائه وأحفاده إلى قيام الساعة إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم في حضور جبريل عليه السلام، باعتبار أن بيت المقدس يمثل مركز الخلافة الدينية في العالم، من أدم وأبنائه وأحفاده إلى عيسى عليهم السلام.

قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء: 1.

الخلافة المادية والمدنية.. نهاية رحلة الإسراء إلى مكة

وبنهاية رحلة الإسراء إلى مكة المكرمة وبيت المقدس، تمَّ نقل خلافة الأرض المدنية والدينية إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا معناه أيضًا أن الأرض كلها بمساحتها البالغة 512 مليون كيلو متر مربع، أصبحت ملك للإسلام والمسلمين، بأمر خالقها الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فنهر النيل جزء لا يتجزأ من هذه الملكية للإسلام باعتباره جزء من الأرض وأطول أنهار الكرة الأرضية على الإطلاق.

وكانت رحلة المعراج بمثابة إعلان من الله سبحانه وتعالى، بانتقال ملكية الملأ الأعلى والسماوات السبعة إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه، وفي حضور قائد عظيم من قادة الملأ الأعلى، جبريل عليه السلام، وبعد نقل ملكية الأرض والملأ الأعلى في رحلة الإسراء والمعراج إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم، بارك الله سبحانه وتعالى، نقل خلافة الأرض والسماوات بعد اللقاء الذي تمَّ مع محمد صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) النجم: 8- 10.

 ثم كان التأكيد المطلق بنقل الخلافة الدينية إلى الإسلام مرة أخرى بعد الأمر بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة، إعلان من الله سبحانه وتعالى، بتأكيد انتقال الخلافة الدينية للمرة الثانية من آدم وأبنائه وأحفاده إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة: 144.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »