مقالات

(16) نهر النيل في… الإسلام

قلب نهر النيل موازين القوى رأسًا على عقب، وفي صلبها الفرعون وقومه وأظهره له العين الحمراء، وكما عزَّز من مكانتهم ورفاهيتهم في حكم مصر بأمر ربه، جرَّ عليهم الخراب والدمار، لعصيانهم لأمر الله سبحانه وتعالى، خاصة بعد أن وصل بالفرعون الحد والجبروت والطغيان، إلى ادعائه الألوهية، فكانت القشة التي قصمت ظهر الفرعون وملأه وقومه، بل ومسحتهم من الوجود، فأصبحوا آثار وتماثيل محنطة ومحفوظة في المتاحف، تعرَّض على الناس ويتفرجون عليها وتتحدث عنهم البشرية إلى قيام الساعة.

وفي مصر أسدل نهر النيل بمائه العذب ومائه المالح الستار على حكم الفراعنة كما بدأ، والذي انتهى بغرق رمسيس الثاني فرعون مصر، في عهد موسى عليه السلام في أصح الروايات في البحر الأحمر.

نهر النيل قلب موازين القوى على الفرعون وقومه

وكما كانت البداية من مصر، كانت النهاية بالغرق في قاع البحر الأحمر في مصر، بعد ظلم فرعون وقومه.

قال تعالى: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) القصص: 40.

فانتهت قصة أعظم وأشهر طاغية في العالم القديم على أرض مصر، بطلها الفرعون وهامان وقارون وحاشيتهم من الملأ من القوم، والذين كانوا سبب في تعاسة الأمم وانهيار الحضارات بعدهم على مدار الزمان، فكانت قصة حقيقة علمية واقعية، تروى على لسان نهر النيل في مائه العذب ومائه المالح من روايات الرحمن في آيات القرآن الكريم، تتناقلها الأجيال عبر الزمان جيل بعد جيل، دون عبرة أو عظة من أحداث الزمان، للحاكم والمحكوم على حد سواء.

قال تعالى: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ) الذاريات: 40.

قصة خطيرة

وهي قصة خطيرة في عبرتها وقصة بليغة في معناها وحكمتها، تؤكد المدى الذي وصل إليه الشيطان من استحواذه على الإنسان، فكان تسلط إبليس على الفرعون سببًا في هلاكه بمساعدة أعوان إبليس، هامان وقارون، وكان العلو والاستكبار والخيرية، أداوته وطريقهم إلى الانهيار وهي صفات ثلاثة يتميز بها الشيطان، نقلها بشكل حرفي إلى هذا الثلاثي الشيطاني الملعون، فرعون وهامان وقارون.

قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) الأنعام: 112.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »