مقالات

(163) نهر النيل في… الإسلام

قدم القرآن الكريم، نماذج واقعية عن حياة الأنبياء والمرسلين من آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام، وذكرهم بكل احترام وتقدير، ودافع عن موقفهم في توصيل رسالة الله إلى البشر كافة، دون تفرقة بينهم، فهم القدوة والنموذج والمثال، الذي اختارهم الله على عينيه، من أجل هداية البشر جميعا.

فتحدث عن ميراث النبوة، في فرع يعقوب إبن اسحاق ابن ابراهيم عليهم السلام،  وكان الحديث المتوصل عن موسي عليه السلام، وقومه بني اسرائيل حديث ممتد ومتواصل شمل أكثر من ثلثي القرأءن، وأفرد له ايات عديدة، وكانت (سورة البقرة) وهي أطول سورة في القرءان، نسبة إلى  بقرة بني اسرائيل، ولم يعطها مثلا اسم سورة الإبل، الجمل المشهور في أرض العرب.

 وأعطي اسم (سورة يوسف)، نسبة إلى  احد أبناء نبي الله يعقوب عليه السلام ، ولم يسمها مثلا (سورة ابو بكر)، الصديق المقرب إلى  رسول الإسلام، وفي كل هذه الأيات تتحدث عن كل احوالهم، وعن حياتهم ومعاشهم، وتعاملهم مع انبيائهم، بالخير والشر، وأظهر تطاولهم على الله خالق البشرية، وتواصل الحديث عن كثرة انبيائهم،  نبراس الهداية للبشرية، ومدي قدرتهم على عصيانهم لهم، بل واعتدائهم عليهم وقتلهم في كثير من الأحيان، كبشر لهم حسنات وعليهم الكثير من السيئات.

وتحدث حديث متواصل، عن أل عمران وانزل سوركاملة سميت بهم (سورة ال عمران)، وهم اهل السيدة مريم عليها السلام، وانزل (سورة المائدة) التي تتحدث عن سيدنا عيسي وحواريه،والمائدة التي انزلها الله من السماء، لتكون لهم عيدا، وانزل سورة كاملة سمها  (سورة مريم).

 ولم يذكر اسم أمرأة في القرءن، سوي مريم عليها السلام، غير الأيات الأخري التي تقترب من ثلث القراءن عن سيدنا عيسي وامه، ولم يسمي مثلا سورة باسم ال محمد (بدلا من سورة ال عمران)  ولم يسمي سورة باسم خديجة أو عائشة زوجتا الرسول محمد أو فاطمة بنت محمد بدلا من (سورة مريم)، مما يعني أن الإسلام يقبل الأخر ويحترم الأخر، ولا ينفي الأخر، وهذا هو الدليل في كتاب الله ، وسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

وكان من نتيجة تقسيم الأمة، إلى  شيع واحزاب حسب الإنتماء العقائدي الأثر السيئ، على حياة الناس حتي حول حياتهم إلى  جحيم لا يطاق، وكل هذا يعود بادرجة الاولي إلى  سذاجة الناس وسطحيتهم، وجريهم وراء الفتن في كل مكان، حتي غدة الفتنةا لطائفية قدر مقدر على المسلمين، والمحركة لكل هذه الأحداث، بعد أن تم تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ إلى  قطع فتات، يمكن التحكم فيها، ودفعها عند اللزوم إلى  الإقتتال،  بين السنة  وطوائفهم، والشيعة وطوائفهم، وبين  السنة والشيعة والاكراد و الامازيجية والعروبة والأفارقة والمسيحين وطوائفهم  و إلى هود والطوائف الاخري و مختلف الأقليات.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »