مقالات

 (132) نهر النيل في… الإسلام

لماذا كل هذا الجفاء الذي اتسمت به العلاقة بين مصر وإفريقيا فالبرغم من اعتبار إفريقيا عمق استراتيجي لمصر، باعتبار أن مصر دولة عابرة للقارات في إفريقيا وآسيا، وباعتبارها مشاركة في حدود مشتركة مع دول حوض النيل العشرة بشكل خاص، إلا أنه لم يؤخذ في الاعتبار، موقع مصر الجغرافي في إفريقيا، ولم تعمل الأنظمة له حساب، من أجل التعظيم من مصالح مصر الاقتصادية والسياسية.

ومن هذا المنطلق العلمي، فإن روح إفريقيا بقوتها في مصر، وحياة مصر في إفريقيا بإمكانياتها البشرية وثرواتها الطبيعية، ولا يمكن فصل الحياتين عن بعضهما البعض الآخر، كما لا يمكن فصل الروح عن الجسد، إلا بإهمال أحد الطرفين للآخر، لأسباب كثيرة ومتداخلة.

العلاقة بين مصر وإفريقيا

قد تتعلق بسياسات الاستعمار لإفريقيا حتى إلى وم، وخيراتها الطبيعية وكنوزها التي لا تفنى، والتي تذهب إلى غير الأفارقة بالخبث واللؤم والخداع، من قبل أطراف دولية تتآمر مع بقايا الأنظمة المحلية، من أجل سرقة خيرات إفريقيا، وترك شعوبها نهبًا للفقر والجوع والحرمان.

فقارة إفريقيا، تعتبر أغنى قارة في العالم بأبنائها ومواردها الضخمة وذهبها، فهي كنز لا يفنى مليء عن آخره بالثروات الطبيعية، وهي في نفس الوقت مصنع لإنتاج الرجال الأشداء، الذين كان لهم الدور الأبرز في بناء وتنمية العالم كله، فأهملت الثروة البشرية، ونزح عشرات الملايين على مدار عقود إلى الغرب، الذي استفاد من هذه الثروة البشرية الهائلة والمخلصة في عملها، والتي تتسم بالجد والاجتهاد والعمل الدؤوب والدائم، من أجل كسب العيش الحلال، بالرغم من كثرة التعب والإرهاق.

ثم استدار الغرب على إفريقيا بعد تفريغها من علمائها وعمالها المهرة واستولى على مواردها الطبيعية، بعد أن سيطر على مواردها البشرية، فتمكن من إحكام قبضته على عقول أبنائها، وعلى مناجم الذهب وإلى ورانيوم وغيرها الكثير، وترك شعوبها نهبًا للفقر والجوع والأمية، ولا مانع من ثراء بضعة أفراد من تابعيهم.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »