مقالات

(83) نهر النيل في… الإسلام

بدأت رحلة عيسى في طفولته من بيت لحم في فلسطين إلى مدينة رفح الفلسطينية، ثم إلى مدينة العريش المصرية على البحر الأبيض المتوسط، ثم وصلت إلى مدينة الفرما، فكانت المحطه الأخيرة التي حلت بها العائلة المقدسة في سيناء، ثم ركبت نهر النيل وواصلت السير إلى تل بسطا بالشرقية بجوار مدينة الزقازيق، ثم وصلت إلى مدينة مسطرد ورجعت إلى هذا المكان مرة أخرى في طريق عودتها إلى فلسطين.

وبعد أن تركت مسطرد، وصلت إلى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، ومرت على بلبيس أيضًا فى رجوعها وبعد بلبيس اتجهت شمالًا إلى مدينة سمنود، ثم واصلت السير غربًا إلى منطقة البرلس، فوصلت مدينة سخا، ثم عبرت الفرع الغربى للنيل حتى وصلت إلى وادى النطرون.

ومن وادي النطرون، وصل عيسى عليه السلام المسير عن طريق نهر النيل إلى المطرية وعين شمس بالقاهرة، ومنها إلى مدينة الفسطاط بمصر القديمة ثم إلى المعادي، ومنها إلى مدينة منف بميت رهينة بمحافظة الجيزة، ثم انتقلت إلى صعيد مصرعن طريق نهر النيل، حيث مرت ببني سويف والفيوم ووصلت إلى مغاغة بمحافظة المنيا.

ثم انطلقت إلى منطقة البهنسا بالمنيا، ومنها سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط وعبرت نهر النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير، ثم عبرت نهر النيل مرة أخرى من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية، حيث بلدة الأشمونيين، ثم سارت جنوبًا إلى قرية ديروط، ومنها إلى القوصية، حتى وصلت إلى قرية مير، ثم اتجهت إلى جبل قسقام غرب القوصية وفيه دير المحرق.

وكان دير المحرق المحطة الأخيرة، ومن أهم المحطات التي استقرت فيها العائلة المقدسة، الذي طال فيه مقامها لأكثر من ستة أشهر، لذلك أطلق عليه النصارى بيت لحم الثاني، والقدس الثاني أو جيل الزيتون، ثم عادت من نفس المسار عبر نهر النيل إلى فلسطين، وسكنت الناصرة بعد موت هيرودوس.

إنقاذ مسيرة العائلة المقدسة

من الملاحظ هنا، أن هناك خطوط للتماس في إنقاذ مسيرة العائلة المقدسة في طريقها إلى مصر، وفي مركزها نهر النيل بين البحر الأبيض المتوسط بمائه المالح وبين نهر النيل بمائه العذب، وهي نفس نفس خطوط التماس، التي أنقذت موسى وبني إسرائيل من بطش الفرعون، بين ماء النيل العذب وماء البحر الأحمر المالح.

معنى هذا أن ماء مصر العذب والمالح في نهر النيل، وفي البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، أنقذ نبيين ورسولين من أولي العزم من الرسل، موسى وعيسى عليهما السلام، وبين لنا وأظهر مكانة مصر من فلسطين ومنزلة فلسطين من مصر.

قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابن مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) الأحزاب: 7.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »