مقالات

(14) نهر النيل في… الإسلام

لعب نهر النيل دور محوري في رفاهية الفراعنة كما كان له الدور الحاسم والفاعل في القضاء على الفراعنة، وكان سبب في نهاية حضارتهم بعد أن نقل موسى الطفل الرضيع بسرية تامة إلى بيت الفرعون، فتخطى كل العوائق التي قابلته في مسيرته من بيت موسى إلى بيت الفرعون وتغلب على كل المحاذير والكمائن، التي اعتمدها القانون الفرعوني بذبح كل طفل ذكر يولد من بني إسرائيل، لأن زوال ملك الفرعون سوف يكون على يدي هذا الطفل الرضيع.

فكان نهر النيل في واجهة الأحداث وجاء الرد حاسمًا ومباغتًا في وجه الفرعون بعد ادعائه الألوهية، وحدث الانهيار السريع لملكه وحضارته على يد طفل رضيع هرب من الذبح، في السنة التي ذبح فيها الفرعون، مائة ألف طفل ذكر من بني إسرائيل، فاختاره الله سبحانه وتعالى من أحفاد أسباط يعقوب عليه السلام وكان موسى عليه السلام.

رفاهية الفراعنة بسبب نهر النيل

أعطى نهر النيل الخير الوفير للفراعنة ولكن عندما خرجوا على طاعة الله وأوامره، نالهم العقاب الشديد، فكانت البداية وكانت النهاية للفرعون على يد نهر النيل، بمائه العذب ومائه المالح، وهي كذلك لكل طاغية بعد أن جاء الأمر المباشر من الله سبحانه وتعالى إلى نهر النيل، بحمل نبي الله ورسوله موسى وهو طفل رضيع وحمايته من بطش الفرعون، فأوصله بأمن وأمان وسلام إلى بيت الفرعون، فكان معجزة كبرى من معجزات نهر النيل .

فحمل نهر النيل أمانة حمل موسى عليه السلام، ونقله وهو طفل رضيع في تابوت من بيت أمه بعد هروبه من الذبح على يد جنود الفرعون إلى بيت الفرعون الطاغية.

قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عليه فَأَلْقِيهِ فِي اليمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إليكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) القصص: 7.

وعندما علم جنود الفرعون بوجود موسى مع أمه في بيتها، فأسرعوا إليه لذبحه ألقته أمه في نهر النيل، بناء على إلهام من الله سبحانه وتعالى، فأخذه نهر النيل وكان الأمر من الله سبحانه وتعالى بتكليف نهر النيل، بتوصيل موسى إلى بيت الفرعون بأمن وأمان وسلام، فربى الفرعون موسى، في بيته نكاية من الله في الفرعون وملأه، وكان سبب في هدم ملكه وهلاكه.

قال تعالى: “أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي اليمِّ فَلْيُلْقِهِ اليمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عليكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي) طه: 59.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »