مقالات

(21) ميلاد عيسى… الحقيقة والواقع

بعد أن تداول المجتمعون الآراء في مؤتمر نيقية حول رؤية أريوس وأتباعه وألسكندروس وأتباعه للمسيح خرجوا بتقرير قلب عقيدة المسيحية رأس على عقب، بعد اعتقادهم  بألوهية المسيح عليه السلام وأنه ابن الله ومن ذات الله، وأنه مساوٍ لله وأنه مولود منه غير مخلوق كما قرروا أن هذا الإله تجسد بصورة البشر لخلاص الناس ثم ارتفع إلى السماء بعد قيامته من الموت، أي أنهم يؤمنون بأنه رفع مثلما ورد في القرآن الكريم.

كما تم لعن آريوس ومن معه من القساوسة وحرق كتبه وهكذا يتبين أن هذا المجمع يعد من أخطر المجامع على عقيدة النصارى الصحيحة وكان ألعوبة بيد الإمبراطور قسطنطين الأول، الذي كان وثنيًّا وقت ترؤسه لهذا المجمع.

فتمَّ المزج بين عقيدة الرومان الوثنية بواسطة قسطنطين الأول وعقيدة النصرانية بواسطة ألسكندروف وأتباعه والتي تدعي أن عيسى هو الله أو ابن الله وكان نتيجة هذا المزيج بين الوثنية الرومانية والنصرانية خروج عقيدة التثليث التي جمعت بين الديانتين الوثنية والنصرانية.

تداعيات مؤتمر نيقية

فتمَّ التشهير بعيسى وأمه عليهما السلام، بالرغم من المعاناة التي عانوها في الدعوة إلى النصرانية الصحيحة على رؤوس الأشهاد منذ 325 ميلادية وحتى الآن بعد أن أدخل قسطنطين الأول النصرانية في الوثنية وأخرجها من دعوة الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم والتي تدعو إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى وأنه إله واحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد ووحدة الرسالة.

كان مؤتمر نيقية الخط الفاصل بين الهدي والضلال، فمن ناحية الهدي كانت رسالة وهدي عيسى عليه السلام، الذي كانت عليه النصرانية الحقة وأتباع عيسى عليه السلام في الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى ونبوة عيسى عليه السلام.

إلى الضلال الذي انحرفت بعده النصرانية إلى الوثنية بواسطة الإمبراطور الروماني الوثني وزعيم الوثنية الرومانية مع ألسكندروف بابا الإسكندرية الذي ساعد قسطنطين الأول على اعتبار أن عيسى هو الله أو ابن الله وحتى هذه اللحظة شوَّه النصارى الوثنين سمعة عيسى وأمه على مدار أكثر من 1700 سنة، والذي أعادها القرآن الكريم إلى الحقيقة الصحيحة ناصعة البياض وهي أن عيسى رسول الله مثله مثل باقي الأنبياء والرسل وأنَّه لم يدَّعي الألوهية ولا يتجرَّأ على ذلك.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »