مقالات

فلسفة الإحساس في الجلد بين الصحة والمرض “3”

يُمكن الحديث بشيء من التبسيط عن مراكز الإحساس في الجلد دون تعقيد للأمور أو حتى دون التطرق إلى لغز من ألغاز الجلد المعقدة ومكوناته المكنونة داخله والمدفونة في كيانه أو حتى ما يخص المتخصصين في علم الجلد وفروعه المختلفه، والذين لا يعرفون عنها إلا الشيء القليل ولا يفهون عنه إلَّا ما ندر في البناء والتركيب ويغيب عنهم كل شيء في الجلد ومكوناته إلَّا ما ظهر من العوارض التي تحير فهم الفاهم وتعكر فكر المفكر بلا علاج إلَّا قليل القليل، حتى لو عرف التشخيص ووجد الدواء الذي يدَّعي أنَّ فيه العلاج حتى لو كان محدود في التأثير.

نعم فالجلد لغز كبير محيِّر للعلم ومجهد للعلماء والغائب عنه كثير الكثير، والمعروف عنه قليل القليل، وكل هذا يعود إلى البعد المادي للروح والتي تتحكم في مادية الجسد دون معرفة حقيقتها ولا طبيعة عملها، إلَّا أنَّها هي المسيطرة على الكثير من الجلد ومكوناته الباطنة والمهيمنة على القليل من مكوناته الظاهرة، حتى لم يبقَ لمادة الجلد ولا الجسد من هذه المكونات إلا قليل القليل.

فلسفة الإحساس في الجلد

وبالرغم من كل ذلك، فإن الحقائق التي تقول إنَّه يُمكن استنطاق الجلد في الدنيا ليدلي لنا بدلوه بالحديث، بل ويتكلم في حقيقة الخالق سبحانه وتعالى وعن حقيقة المخلوقين، يتحدث فيها حديث الخبراء والعالمين ببواطن الأمور في كل ما يخص حقيقة الإنسان ومسيرته في الحياة وحتى بعد الموت وهذا ما سوف أتطرق اليها بشيء من التفصيل عن حديث الجلد في كيانه وسائر مكوناته، في حلقات متتابعة.

فالجلد بمكوناته ومراكزه وأطرافه، وأدواته المختلفة التي يملكها، وقدرته الذاتية التي يحملها في طياته، وبين جنباته وبصماته المختلفة، وقدرته في التسجيل بالصوت والصورة والفيديو، علاوة على امتلاكه وتملكه لأدوات ووسائل الإدراك، الموجودة فيه وعلى سطحه، والتي يحيط بها من كل جانب في الأذن والعين والأنف واللسان والشعر والأظافر، يجعله الشاهد الأمين في الآخرة على كل تصرفات صاحبه، بما يتميز به من قدرة على الفرز والتسجيل، لكل حركات الإنسان، وتصرفاته وأفعاله في الحياة الدنيا.

وحتى بعد الموت وبعد ترك الإنسان للدنيا وشئونها، يظل للجلد عطاءه المتجدد في الحياة لصاحبه، وماضي في الدنيا مع سائر مكونات جسده ومتجدد في مكونات الكون، يمد صاحبه بالعطاء الدائم في الآخرة، بالرغم من الفراق، فهو في الدنيا وصاحبه في الآخرة.

فلا مفر إذًا من متابعة الجلد ومكوناته في الدنيا لصاحبه حتى وهو في قبره، إن كان خيرًا فخيرًا، وإن كان شرًا فشرًا، لأن توزيع الجلد ومكوناتته في الدنيا، ستكون لصاحبه وتظل معه، في سلسلة متصلة الحلقات، لا تستطيع فصل حلقة عن أخرى، لأنها تمثل ذات وصفات الإنسان وبصماته وكل ما يحيط به من كائنات ومخلوقات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »